جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
في بقائه بلدا آمنا يعيش بسلام، جنّب أراضيه ومواطنيه الدخول بأي اضطرابات أو حروب، جعلته أيقونة سلام عالمية، لم يخض ايا من الاضطرابات التي شهدتها المنطقة، وكانت الوصفة المثالية لذلك عدم التدخل بشأن الآخر، وحمل رسالة السلام بكل أمانة ليكون سائدا على مستوى عالمي، وألا يكون بأي حال من الأحوال ساحة للصراعات الإقليمية.
هي الوصفة الأردنية الدائمة التي أبقت الأردن واحة أمن وسلام واستقرار، لم يتأثر بأي اضطرابات أمنية ولم يجد للتحديات والمشاكل والحروب حلا سوى الحوار على طاولات إقليمية ودولية، كون ذلك هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى نتائج حقيقية ولصالح الجميع، ذلك أن الحروب لن تكون سوى أداة هدم، فكانت هذه الرسالة الأردنية التي طالما جاهر بها الأردن على كافة المحافل العربية والدولية.
اليوم، والمنطقة تعيش أكثر الظروف سوءا وأكثر الحروب إجراما، بإصرار إسرائيلي على بقاء هذه الحرب التي دخلت عامها الثاني دون توقف، يقف الأردن وسط عاصفة هي الأقسى تاريخيا، فقدره الجغرافي يضعه في منطقة مضطربة أمنيا، ناهيك عن العهد الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني البقاء داعما وسندا للأهل في غزة والضفة الغربية، يقف كالقابض على الجمر، إن لم يكن قابضا على الجمر في واقع الحال، لحماية أراضيه وللقيام بواجبه دعما للقضية الفلسطينية، وسعيا لوقف الحرب على أهلنا في غزة، وقفا فوريا ودائما.
ومن أبجديات السياسة الأردنية التي باتت من ثوابت التميّز الوطني، بقاء الأرض الأردنية خطا أحمر أمام أي تحدّ من شأنه المساس بأمن وسلامة الوطن، والمواطن، ليبقى الوطن واحة أمن وسلام واستقرار، ليس هذا فحسب، إنما نموذجا يحتذى بهذا الشأن، بقيادة حكيمة من جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يرى به كثيرون ملكا للسلام، والأقدر على حماية الوطن من أي مشاكل أو اعتداءات أو حروب.
بالأمس، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني الدكتور عباس عراقجي، على أن «الأردن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية»، هو الحسم الأردني الثابت، والذي جعل من الأردن واحة أمن وسلام، ففي حماية الوطن رسالة واضحة لا جدال ولا ضبابية بشأنها، الأردن لن يكون ساحة للصراعات، ليس مجرد جملة إنما هي رسالة للقاصي والداني هذا الوطن سيبقى يعيش بأمن وسلام، لم يقبل بقيادة ملك عظيم أن يكون ترابه وأجواؤه مجالا مفتوحا للصراعات، فما يتحدث به الأردن واضح، ليبقى ساحة للأمن والسلام والاستقرار هذا هو الأردن.
ولم يقف الأردن بقيادة جلالة الملك مكتوف اليدين أمام تحديات المرحلة، فقد أكد جلالة الملك أمس على «ضرورة خفض التصعيد بالمنطقة، وحذر جلالته من أن استمرار القتل والتدمير سيبقي المنطقة رهينة العنف وتوسيع الصراع، مشددا على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان كخطوة أولى نحو التهدئة»، وبذات الوقت جدد جلالة الملك، التأكيد على أن الأردن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية، بتأكيد من جلالته على «حرص الأردن على بذل كل الجهود مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل استعادة الاستقرار في المنطقة، وإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية».
قول ملكي واضح، عون الأشقاء والأصدقاء لن يتوقف عنه الأردن، دون تجاوز ثوابت حماية الأرض والوطن، ليبقى ساحة آمنة، بتأكيد أنه لن يكون ساحة لأي صراعات إقليمية، هي رسالة واضحة حاسمة، وبقاء على الثوابت التي يجدد التأكيد عليها جلالة الملك دوما.