جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
الانفتاح على الإعلام، حرية الوصول للمعلومة، الإفصاح عن المعلومات، التواصل مع الصحفيين والإعلاميين، مفردات فضفاضة واسعة المعنى ومحدودة التطبيق، إذ يبقى معناها واسعا حتى تؤطّره رؤى وتوجيهات واضحة تجعل منها نهج عمل حقيقيا، يضعها في مجملها على ماكينة الإعلام لتكون أساسا لعمله بأعلى درجات التطبيق العملي.
حكومة الدكتور جعفر حسان، ووفق توجيهات واضحة بوصلتها كتاب التكليف السامي للحكومة، أكد رئيس الوزراء على ضرورة الانفتاح على الإعلام، والتواصل مع وسائله كافة، وتوفير المعلومات، إيمانا بأن هذا النهج سيغلق أبواب الأكاذيب والإشاعات وحتى الفرضيات، لتختار الحكومة أن يكون الإعلام شريكا لها في إيصال المعلومات والإجابة على تساؤلات المواطنين بشأن كافة القضايا.
بالأمس، وخلال مؤتمر صحفي أكد وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني أن توجيهات رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة بضرورة الانفتاح على وسائل الإعلام وتعزيز انسيابية تدفق المعلومات إلى الصحفيين، ليؤكد المومني على أنه سيتم عقد مؤتمرات صحفية ولقاءات مستمرة مع الجسم الصحفي، لجعل مبدأ التواصل والانفتاح على الإعلام رؤى حقيقية تطبّق على أرض الواقع، ويبقى التواصل ما بين الإعلام والحكومة أمرا سائدا.
المرحلة بحساسية ظروفها، والمستجدات على عالم تبادل المعلومات، يستدعي مراجعة حقيقية، تمنع بشكل مطلق احتكار المعلومات، ففي ذلك خسارات متعددة رسمية وصحفية وحتى شعبية، وفي ذلك لا يكفي الحديث عن انفتاح وتواصل وتوفير المعلومات، ففيها كما أسلفت معان فضفاضة، توهمنا جميعا بالجميل لكن دون التطبيق يبقى وهما، وهو ما تجاوزته الحكومة من يومها الأول بتوجيه مباشر غاية في الإيجابية من رئيس الوزراء بضرورة الانفتاح على الإعلام عملا، لا قولا، ليبدأ وزير الاتصال الحكومي بإدخال هذا النهج ماكينة الإعلام والسير به نحو التطبيق.
وفي ضوء تحوّل العالم إلى قرية صغيرة وفق مفهوم يصف سرعة تبادل المعلومات، لا نغالي إذا ما قلنا إن المعلومة اليوم واحدة من أدوات الوجود القوي، فكلما تمكنت الدول من إيصال أفكارها وفكرها، وردود فعلها ورأيها بتفاصيل المرحلة، كلما حققت الغَلبة في الكثير من القضايا والأحداث وحتى الحضور، على مستوى عربي ودولي، فالإعلام اليوم وسيلة من وسائل التواجد والحضور ما يجعل من مهنيته أمرا هاما، ومن الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية مسلّمة يجب الأخذ بها على محمل التطبيق.
حكومة الدكتور حسان، وضعت الإعلام في مكان متقدّم، وفي ذلك خطوة هامة لجهة حماية الحقيقة من خلال نقل المعلومة بمهنية ومصداقية، ومن مصدرها الأساسي، ووفقا لمعايير صحفية وطنية باتت هي الأفضل بين مدارس صحفية على مستوى دولي، فقد أصبح الإعلام الأردني مصدر معلومة تتمتع بأعلى درجات المصداقية، ليس فقط بالشأن المحلي إنما أيضا عربيا ودوليا، والأهم حارسا أمينا ووفيا للرواية الفلسطينية، وفي توفير المعلومة اليوم والانفتاح عليه بما وجّه به الدكتور حسان رسالة هامة على الإعلام بكافة وسائله التقاط أهميتها والتشبّث بالمهنية والحرية المسؤولة والتفاعل مع قضايا المرحلة على أساس واحد المصلحة الوطنية.