كتب فارس الحباشنة
أي وظيفية حكومية نهايتها التقاعد .. لا أحد يخلد على كراسي الحكومة .
و لكن ، صراحة ثمة حالات تثير الاستغراب .
و لماذا يتم احالة بعض الاسماء على التقاعد و يستثنى اخرون ، و ما هي المعايير و الشروط و الظروف التي يتم اتخاذ قرار الاحالة على ضوئها ؟
و العام الماضي أحال وزير الداخلية محافظ الكرك " محمد الفايز " على التقاعد .. و احالة الفايز كانت غريبة ، و تمت ايضا بطريقة غريبة جدا .
و أذ احالة الفايز جاءت بعد ان اكتمل التحقيق في ضبط خلية اجرامية في الكرك .
ومن يريد الاستزادة في النشر حول الخلية الاجرامية ، فيمكنه الرجوع الى ارشيف الخبر على جوجل .
و سأقوم في نشر خبر الخلية و النطق بالحكم باول تعليق على منشوري .
قرار احالة الفايز كان مفاجئا ومباغتا ..
و ابلغكم سرا ، اني سمعت هذا الكلام اولا من الناس في الكرك .. و فتح الموضوع قبل اسبوع في بيت عزاء ، و مرة اخرى في جاهة ، و مرة ثالثة بدعوة عشاء في منزل صديق في الكرك .
و الكل وجه لي سؤال استنكاري .. لماذا تم احالة الفايز على التقاعد ؟
و هم يظنون ان بواطن و اسرار الاخبار يعرفها الصحفيون بالعادة .. واني مطل على اخبار وما ورائها وما لا ينشر في الاعلام .
و احد الحضور ، حلفني برب العالمين ان اكتب عن الموضوع ، وان اعيد طرح هذا السؤال .. لماذا تم احالة الفايز على التقاعد .
و الرجل بالاضافة الى اليمين "عقد منديلي" . و عقد المنديل " الشماغ " معناها ورمزيتها كبيرة عند الاردنيين .
و الان ، انا اكتب تحت ضغط و تأثير واجبين : مهني اولا ، و عرفي اجتماعي ثانيا . و كلاهما متساويان في المسؤولية .
الفايز خدم في الكرك و معان ، و كان نموذجا للحكام الاداريين .. و نموذجا للنزاهة و الحكمة ، و فهم الانماط و العلاقات الاجتماعية ..
واتحدى ان يأتي احد بكلمة واحدة في سجله الشخصي و المهني ، و الاخلاقي .
و في الكرك ، و اينما خدم الفايز عرف عنه انفتاحه في العمل ، و ان مكتبه مفتوح للناس ، و اضافة الى انه حاكم اداري يؤدي واجبه بامتياز و حرفية و مهنية .. و احبه الناس ، و حتى اليوم ما زالوا يسألون لماذا تم احالته على التقاعد ؟
وفوق ذلك ، الفايز من جيل الشباب .. و ينتمي الى جيل من الحكم الاداريين تعلموا في ارقى الجامعات ، و حصلوا على شهادات جامعية متقدمة .. و تلقوا علوما متقدمة في الادارة و علوم الاتصال و اللغات الانجليزية و غيرها ، و الحاسوب .
و الفايز "ابن الداخلية " ، و ترقى من موظف عادي ، و تدرج حتى وصل الى رتبة محافظ .
و انا اكتب ، و لا انتظر جوابا او ردا من وزير الداخلية .
وكما ذكرت في بداية منشوري ، فان الاحالة للتقاعد امر عادي .. و هي نهاية بالاول و الاخر .. ولكن ، هنا اتحدث عن محافظ في عز العطاء و الخدمة و التفاني في العمل ، وعلى يديه تم ضبط خلية جرمية ، و كاد ان يدفع روحه ثمنا ذات مرة .. و هل هذا هو جزاء العمل و المعروف ؟
و هنا ، في طبيعة الحال الموضوع ليس تصريف فضل و منة او استعطاف الى احد ، بل انه فقط متعلق بالسؤال عن العدالة ؟
وسوى في حالة المحافظ الفايز او غيرها ..و كيف تسترد حالة التقاعد الى نحر و ذبح على طريقة غريبة .. و هل يستقيم ان يكون رد جزاء العمل و الحرفية و المهنية بالعمل و الاستقامة في احالة على التقاعد في طريقة مؤلمة اولا و غريبة ثانيا ، و غير قابلة للتفسير و الفهم و القبول ثالثا .