النسخة الكاملة

«سادية» نتنياهو التي قسمت الخرائط على هواه

الأحد-2024-09-29 11:35 am
جفرا نيوز -
لما جمال العبسه

«السادية» بمفهومها العميق تعني اكتساب المتعة من رؤية الاخر يقاسي الالم وعدم الراحة، مع اصرار السادي على اتباع السلوك العدواني واهانة الاخر لتحقيق هدف الشعور بالقوة والسيطرة وحماية النظام، وهذا بالضبط ما بدا واضحا من خلال تصرفات رئيس حكومة الكيان الصهيوني الفاشي بنيامين نتنياهو، الذي تمادت ساديته لحد الجنون ومدى استمتاعه بالقتل الجماعي وارتكاب الفظائع ليس فقط في قطاع غزة او في الضفة الغربية، بل في لبنان وجنوبه على وجه الخصوص، وتمثل هذا الجنون بالمذابح وعمليات القتل التي تمت برمي اطنان القنابل على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال الايام القليلة الماضية والتي رغب من خلالها القضاء على اكبر عدد من قادة الصف الاول من المقاومة هناك.

اما اهانة الاخر، فتمثل في توجيه هذه الاهانة للمجتمع الدولي على منبر الامم المتحدة عندما القى كلمته بوجه حاولت تعبيراته اظهار مظلومية الشعب اليهودي بحسب تعبيره، في الوقت الذي رمي فيه طنا كاملا من القنابل على رؤوس اللبنانيين في الضاحية الجنوبية فقط لاغتيال امين عام حزب الله، فلا ضير من ازهاق هذه الارواح، وليس مهما احترام المكان الذي يقف فيه ويدعي انه حمامة سلام ويعاني المظلومية.. فهو يعتقد انه من السهل جدا الاستخفاف بعقول الدول والناس والعالم اجمع.

وفيما يتعلق بثقته بنفسه ان يرسم ويحدد خارطة المنطقة بما يضمن سلامة وامن هذا الكيان الفاشي كما اعطى لنفسه الصلاحية لتقسيم الدول ما بين مباركة وملعونة، فهذا مبحث اخر، واعتقد ان الهدف منه اعمق بكثير من امن الكيان بقدر ما هو اظهار ان بعض الدول المباركة بوجهة نظره تواليه وتتفق معه في تصرفاته الدموية وحرب الابادة التي يمارسها في قطاع غزة ويريد استنساخها في لبنان خاصة جنوبه، على اعتبار انه اعطى لهذه الدول نيشانا بحسب اعتقاده المريض.

ولاستقرار نظامه، لم ولن يبالي في اراقة الدم وقتل الناس من خلال محاولته للعبث في الحدود وترسيمها بما يتلاءم مع مصالحه، بل وبكل وقاحة يطالب بتنفيذ قرار الامم المتحدة 1701، القاضي بوقف اطلاق النار، الا ان الكيان يصر على تطبيق بند انسحاب قوات حزب الله لما بعد الليطاني بثلاثين كليو مترا، ويريد الحرب لتنفيذ القرار، اي ان مخالفة قرارات الامم المتحدة بخصوص الضفة الغربية وتعزيز الكيان الصهيوني لعمليات الاستيطان وسرقة اراضي الفلسطيني حلال، ورغبة اللبناني في المحافظة على حدوده حرام بناء على قرارات الامم المتحدة!، وبالطبع هذا الطلب يلاقي دعما وتأييدا مطلقين من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا على وجه الخصوص، في ظل ان «اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها» بحسب رأيهم، وما دون هذا الكيان المزعوم يجب ان ينصاع.

استعباد العالم لمصلحة كيان مسموم ككيان العدو الصهيوني ومن ولاه انما هو استخفاف بالانسانية جمعاء وبحقوق الشعوب، وباقرار البلطجة على حساب الحق والعدل، والسماح بالغوغاء والاصوات النشاز بان تعلو على صوت العقل والسلام انما هو احتلال للعالم اجمع وليس فقط لفلسطين او الرغبة في اعادة احتلال لبنان او تعزيز الاطماع في دول اخرى في المنطقة.

من العيب والعار ان ينصاع العالم وعلى رأسه القوى العظمى التي تدعي انها راعية الحق والديمقراطية وراء مريض نفسي يُدعى «نتنياهو» الذي فقد السيطرة تماما على تصرفاته وهي بالمناسبة تلقى ترحيبا من شعبه الذي يتسم بصفاته، وان يرى هذا الفاشي في نفسه قائدا للعالم وراسما له ولسياساته كما يحب.

هذا الليل البهيم لابد وان ينتهي، وهذا الكيان الذي ممكن ان يوصف بمصاص الدماء لابد وان تقتله نور شمس حرية الشعوب ان شاء الله.


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير