جفرا نيوز -
محمد داودية
أما وإن التدخين «على أبو موزة»، في الأماكن كلها، العامة والخاصة، والمفتوحة والمغلقة، في الحفلات والحافلات، والمستشفيات، والعيادات العامة والخاصة، والأندية، والجمعيات، والمقاهي، والملاهي، فإنني والحالة هذه، أنسب بإلغاء وشطب وتحريم وحظر تطبيق قانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008 الذي يحظر التدخين في الأماكن العامة !!
ويجدر أن أعيد هنا، بسط تجربتي السهلة البسيطة، في التخلص من وباء التدخين.
كنت أمشي في كل صباح لفَّةً كاملة طولها 5 كيلومترات في غابة الهلتون القريبة من منزلي في الرباط، وذلك طيلة مدة خدمتي سفيرًا في المغرب، التي استمرت من آب 1998 إلى تشرين الأول 2003.
حل اليوم الموعود، خرجت من غابة الهلتون، مشيا إلى الإقامة، وأنا غارق في العرق والنشوة، و لمّا حاولت أن آخذ نفسًا عميقًا، تعثر النَّفَسُ و»دَقَر» ولم يخرج متواصلاً سلساً، كما في كل مرة، جاء مثل «جعرة القير» عندما لا يتحرك بانسجام.
قلت لنفسي: نَفَسي يتعثر الآن، فكيف يكون بعد مرور عشر سنوات من التدخين؟!
وقلت لنفسي: هل يجب أن تنتظر الجلطة يا محمد، حتى تقلع عن التدخين؟!
اتخذت أسرع وأبسط قرار في حياتي، طلّقت التدخين.
كان ذلك في حزيران 2002، أي قبل 22 عاما، بعد تدخين ثلاثين سنة.
تركت التدخين ببساطة متناهية، لم أتوقعها أبدا !!
هذه ليست حكمة متأخرة، «جهلي» 30 سنة تدخين، لا يوفر مبررًا للأصدقاء، لتكرار الجهل الذي وقعت فيه، كي لا أقول الخطيئة التي ارتكبتها بحق نفسي وبحق الآخرين.
وأقول بثقة، إن ترك التدخين هو قرار من أبسط القرارات التي نتخذها، لأن وضوح منسوب الضرر الناجم عن الاستمرار فيه، مُجْمعٌ عليه.
لا تخطط لترك التدخين يا صديقي، لا تنتظر شهر رمضان الكريم لتستعين به على التدخين. عادة التدخين ليست «كِتْبة» أبدية عليك، إن تركها أسهل من شلح الجرابات، وإنه يجب أن يتم الآن.