جفرا نيوز -
د. محمد العزة
الثلاثاء القادم العاشر من أيلول الساعة السابعة صباحا، ستكون ساعة البدء لانطلاق الانتخابات النيابية الأردنية لاختيار مجلس النواب الأردني العشرين، حيث ستشهد الساحة السياسية على أصعدة مستوياتها الرسمية والحزبية والشعبية حركة وحراكا ديناميكيا وميكانيكيا يهدف إلى الاشتباك والتفاعل المباشر مع الحدث والحالة بكل ما يعكس درجة الجدية والاجتهاد للتأكيد على أهميتها وتحقيق نجاح أهدافها، التي لأجلها بذلت الهيئة المستقلة للانتخابات واستغرقت على مدار سنتين من الزمان جهدا وعملا واعدادا في التحضيرات والأدوات والتعليمات وتدريب الكوادر والهيئات والمؤسسات المعنية بالعملية الانتخابية، ومتابعة ملف تصويب الأوضاع للأحزاب السياسية لضمان مطابقتها والمعايير التي جاءت في قانون الأحزاب السياسية الجديد.
على المستوى الحزبي انشغلت الأحزاب خلال هذه الفترة في ترتيب وتصويب أوضاعها وترتيب بيتها الداخلي خاصة ممن كان لهم تواجد على الساحة الحزبية وأخرى نشأت وتم تأسيسها وأبتكارها بناء على ما اجتمع وأجمع عليه أعضاؤها الأولون المؤسسون في اختيار اللون والنهج والتصنيف السياسي الذي سيحدد لاحقا موقع هذه الاحزاب وخطابها وبرامجها ونقاطها وأدواتها التي ستحجز لها موقعا لها على طول خط المسطرة الحزبية السياسية والتي ستستند وتعتمد عليه لاحقا في وضع استراتيجياتها وخططها لإقناع الناخبين بهم وأختيارهم كممثلين عنهم في مجلس النواب.
المستوى الشعبي الذي يتجسد بشخصية المواطن الأردني بمختلف طبقاته الاجتماعية الاقتصادية والثقافية خلال هذه المدة الزمنية لم يبد ذلك المستوى من الحماسة والاهتمام الذي ظهر لدى المستويين الرسمي والحزبي، وقد يعود السبب في ذلك إلى الصورة النمطية والتقليدية عن الأحزاب والتبعات القانونية جراء الانضمام لها في الماضي، والأمر الآخر كيفية تأسيس وبناء بعض الأحزاب السياسية الجديدة وما عكسته من غاية تشكيلها.
الخلاصة أنه بعد أيام نحن على مقربة من قيام مناورة سياسية انتخابية حزبية سيكون على المستويات الثلاث تطبيق ما أعدوا له واستعدوا لأجله والاشتباك معا بالذخيرة الحية الانتخابية، التي يمتلكها كل مستوى سواء من حيث حملات التوعية بطريقة الانتخاب واختيار القوائم وأهمية دور الأحزاب مستقبلا ودورها الأساسي في صناعة القرار الحكومي الذي سينعكس على معيشة الوطن الاردني ومواطنه الأمر الذي سيعزز ثقته به ومؤسساته، أو التحام المرشحين وأحزابهم بقواعدهم الشعبية وشرح برامجهم وذكر محاسنهم ومواقفهم من على منابرهم وإثبات قدرتهم بالايفاء على وعودهم وعهودهم وقدرتهم على تحفيز الشارع على المشاركة الفاعلة والاشتباك المباشر مع العملية الانتخابية والمنافسة مع نظرائهم وإثبات الأفضلية، وهذا سيؤدي إلى زيادة نضوج التجربة الحزبية ورفع مستوى الجاهزية بشكل أكثر وأكبر ووعي وحرفية عالية تمكننا من ترسيخ هذه المنهجية لتصبح جزءا أصيلا من تراثنا ونظامنا السياسي الأردني الديمقراطي ويضمن استقراره وقدرته على إنتاج نخبه الوطنية ذات الخبرة والكفاءة القادرة على حمل اعباء مسؤولياته ومواجهة تحدياته وإيجاد الحلول لمشاكله واشكالاته وملفاته الداخلية وتكون سدا وحائطا منيعا في وجه أعدائه وسندا وذخرا لوطنه وقيادته الهاشمية الحكيمة وقضيته المركزية القضية الفلسطينية، التي هي جزء من منظومة أمنه القومي الوطني الذي نسعى ليكون أقوى وعزيزا كريما آمنا مطمئنا مستقرا.