جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
فيما تتكاتف الجهود للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة، ووقف التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية المحتلة، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات في القدس، يخرج وزير الأمن القومي الإسرائيلي، بتصريحات متطرفة واستفزازية وتحريضية حول إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، ملقيا خلف ظهره كل ما تسعى له دول كثيرة لوقف الحرب على غزة ومع انزلاق المنطقة لحرب إقليمية، وكأنه بذلك يعلن حربا جديدة ربما يعيد بها شبح الحرب الدينية .
تصريحات تحريضية متطرفة، عمليا تدفع لانفجار جديد تشهده فلسطين والمنطقة، فلن يرضى الفلسطينيون ولا المسلمون بما يتحدث عنه بن غفير، فهو أمر لن يمر مطلقا مرور الغافلين، فهي قبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين، أن يبنى به كنيس يهودي جريمة حقيقية، وانتهاك متعمّد لقدسية الأقصى، واستفزاز علني لمشاعر المسلمين، ناهيك عن كونه انتهاكا للقانون الدولي، يجب التصدي له على مستوى دولي، إن كانت عين العالم ترى فلسطين والقدس وغزة بوضوح رؤية وبعدالة الانطباعات .
يستكمل الإسرائيليون حربهم على الفلسطينيين وعلى القدس وغزة، أيّا كانت مسميات هذه الحرب، دينية أو غير ذلك، ففي تصريحات الوزير الذي باتت إحدى مهامه الأساسية استفزاز المسلمين، واشعال نيران الحقد وعدم الاستقرار بين الحين والآخر، هي تصريحات متطرفة، تدفع باتجاه مزيد من التصعيد الخطير، واستهتار حدّ مس قدسية المقدسات، وبث سموم التطرّف والإرهاب في فلسطين وفي نفوس كل المسلمين، متناسيا أن إسرائيل مجبرة على احترام الوضع القانونيّ والتاريخي القائم في المقدسات، وأن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف كافة وتنظيم الدخول إليه، يغمض عينيه عن واقع وحقيقة واضحة وضوح شمس الظهيرة، لا تغطى بالغربال.
ما صدر عن بن غفير، جريمة دينية وسياسية وقانونية، على المجتمع الدولي كما أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن يتخذ موقفا لمنع إسرائيل من القيام بما صرّح به الوزير المتطرف، «يبدو أن هذا المسمى يروق له ليصدر تصريحات كهذه بين وقت وآخر»، وفي القول نفسه جريمة فما بالك بالتطبيق، هو فتيل لحرب جديدة يلقي به بن غفير في كوم قش كبير.
التصريحات المتطرفة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي، حول إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، قبل ان يكون انتهاكا للقانون الدولي، هو مسّ بقدسية قبلة المسلمين الأولى، وتحريض واضح ضد المسلمين وخصوصيتهم الدينية، يحتاج عمليا موقفاً دولياً واضحا للتصدي له، ومواجهة أي سياسات متطرفة من شأنها تغيير الوضع التاريخيّ والقانوني في القدس ومقدساتها عبر سياسة فرض الأمر الواقع، هي سياسة احتلالية تهويديه مرفوضة ومدانة أردنيا وعربيا واسلاميا، وفي تطبيقها نتائج لن تُحمد عقباها.