جفرا نيوز -
لا شك أن المسؤولية الأولى لضرورة المشاركة في العملية الانتخابية، المقررة في العاشر من أيلول المقبل، تقع على عاتق الأحزاب والمواطن معاً.
ولأول مرة في تاريخ البرلمان الأردني أحزاب سياسية خصصت لها 41 مقعدا كحد أدنى لترتفع هذه النسبة في انتخابات المجلس الـ21 إلى 50% من عدد أعضاء مجلس النواب، ولترتفع في المجلس الذي يليه إلى 65% من الحزبيين.
الاحزاب السياسية لم تظهر بالشكل المطلوب من ناحية الفعالية البرامجية وأثرها وتأثيرها على قرار الناخب، كما لوحظ ضعف البرامج والتي هي أساس قيام الأحزاب في الأصل، كما ظهر أيضا ضعف الدعاية الانتخابية سواء بشكل يافطات (الطريقة التقليدية) أو الدعاية (الرقمية المختلفة والمتنوعة)، وأيضا المقرات الانتخابية والتي حددها القانون كان غيابها واضحا في أغلب الاحزاب.
وجود أحزاب مشاركة بالانتخابات النيابية، جاء لزيادة نسبة الاقتراع أكثر على أسس برامجية واضحة وواقعية، لكن ما يظهر حاليا ضعف البرامجية، إلا بعدد محدود من الأحزاب يكاد لا يتعدى عدد الأصابع باليد الواحدة.
بعض الأحزاب تقوم بالعديد من الزيارات والجولات الميدانية، من اجل زيادة التوعية من جهة، ومن جهة ثانية الاقناع بضرورة المشاركة في الانتخابات والتي هي واجب على كل أردني وأردنية.
وفي هذا الصدد، قال عضو تحالف حزبي، لـ (الرأي)، "في التحالف يوجد عدة مقرات في عدة مناطق بالعاصمة والمحافظات، وهناك برنامج زيارات لتلك المقرات وبرنامج مهرجانات ولقاءات انتخابية عديدة متوسطة وصغيرة في معظم الدوائر الانتخابية، وأيضا نشاطات شبابية موازية للحملة الانتخابية لاستهداف فئة الشباب الذين يشكلون 65% من المجتمع وهم الأكثر عزوفا عن المشاركة السياسية؛ وهذه الأنشطة الشبابية فعالة جدا.
وفيما يتعلق، بـاليافطات، يرى التحالف أن فعاليتها محدودة وتقليدية وخاصة نشر صور أعضاء القوائم دون القائمة ورقمها؛ وفي ظل الازدحام الشديد لتلك اليافطات وتقاربها بحيث تشكل تشوها بصريا وضوضاء وإزعاجا للجمهور والناخبين.
وختم بالقول: يعتمد التحالف في حملته الاعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مستهدف ومكثف والتركيز على فئة الشباب لاستقطابهم، وأيضا يركز في حملته الإنتخابية على الفون بانكينج phone banking، وجولات شبابية في الأسواق والأحياء، إضافة إلى نظام يدوي ومؤتمت لكشوفات الناخبين المحتملين ضمن قاعدة بيانات.
من جانبه، قال الناشط الحزبي، المحامي عبدالله الشناق في حديثه إلى (الرأي)، النشاط الانتخابي الذي اعتدنا عليه في كل انتخابات، لم يصل في انتخابات 2024 الى درجة ترضي الكثير.
وأضاف: لم نر العدد الكافي من المهرجانات الخطابية، ولم نشاهد تفاعل النقابات المهنية والعمالية مع المرشحين في تنظيم المناظرات بينهم، حتى اعلانات اليافطات في الشوارع ليست بالشكل المعهود، وطريقة الخطاب في شبكات التواصل الاجتماعي لم تصل الى مرحلة اقناع النسبة الكبيرة، مؤكدا أن هذه الأمور ليست إلا مؤشر للترقب حول نتيجة المشاركة الشعبية في الانتخابات، وما ينتج عنها من اختيار ممثلين عنهم في البرلمان.
وتابع الشناق: هذه الانتخابات تحكمها ظروف مميزة تمر بها المرحلة الديمقراطية وهي مهما كانت مخرجاتها سواء نسبة التصويت أو نتائج الانتخابات ونجاح عدد من الحزبيين بذلك سوف تكون من أهم انتخابات تمر فيها المملكة الاردنية الهاشمية لانها تعتبر بدءا لمرحلة انتقالية رسمتها الاوراق النقاشية الملكية وترجمتها منظومة التحديث السياسي.
وزاد: التفاعل الشعبي مع الانتخابات على ارض الواقع هو يتجه إلى القائمة المحلية في درجة تفوق التفاعل مع القوائم الحزبية فهذا الامر ليس بالامر المقلق وانما هو متوقع، فالقائمة المحلية تعبر عن الطريقة التي تم الاعتياد عليها في الانتخابات السابقة وهي تتفاعل مع الناس بصورة مباشرة تحكمها معايير اعتدنا عليها في كل انتخابات سابقة.
وختم: أما عدم الاهتمام الموازي للقوائم الحزبية يعود إلى عدم الوضوح للكثير حول أسس النجاح فيها، وموضوع العتبة الحزبية وكيف ستحصد الاحزاب عدة مقاعد، كل ذلك ننتظر نتائجه التي هي ستغير المفهوم الانتخابي بصورة تتجه، نحو الحزبية وسوف تغير النهج الحزبي باتجاه التطور وسوف نرى احزابا قوية تتشكل في المستقبل و احزابا جديدة أو تحالفات أو ائتلافات حزبية، فالمشهد في المستقبل مبشر والحاضر الان وهو النشاط الانتخابي الغير مرضي كالنشاط المعتاد الا انه حالة طبيعية لمرحلة جديدة.
الرأي - راشد الرواشدة