جفرا نيوز -
لما جمال العبسه
لا كلل ولا ملل، بل تجدد دائما لدى رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو لتصعيب الوصول الى اتفاق يتوقف معه شلال الدم في قطاع غزة، فما بات يُعرف بـ»صفقة التبادل» اصبح كمن «يخض الماء ليبقى ماء»، فاليوم من المفترض تفويض وفد التفاوض الصهيوني واعطاؤه صلاحيات لاتمام صفقة تبادل وانهاء الحرب مع المقاومة الفلسطينية، لكن هذا النازي لم يعدم الوسيلة لافشال الامر وعدم التوصل لابرام اتفاق يعيد المحتجزين وينهي الحرب.
كالمعتاد شروط جديدة يلقنها لوفد التفاوض الصهيوني، والتي يعلم انها غير قابلة حتى للنقاش من قبل المقاومة، استمرار اعتداءات الجيش الصهيوني ومصادرة الاراضي في الضفة الغربية، بل وزيادة القتل العمد عدا عن اطلاق قطعان المستوطنين ليعيثوا فسادا هناك، سياسة الاغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينية، إعلاء الصوت بضرورة تحقيق نصر مطلق في مقتلته الحالية في قطاع غزة مع علمه ان هذا الامر مستبعد تماما، تهييج دول في المنطقة وفتح جبهات تدخل المنطقة في حرب شاملة.
هذا الكائن يريد كل شيء... هو يرى في نفسه انه اخضع الادارة الامريكية بل والامريكان بحزبيه الجمهوري والديمقراطي لرغباته العشوائية وتطلعاته الفردية تحت ما بات يُعرف بـ»حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها» اضافة الى انه يعتبر هذا الكيان المسخ حامي حمى المصالح الامريكية في المنطقة، عدا عن ذلك استساغ تلاعبه ليس فقط بمواطنيه وجيشه بل وداعميه على رأسهم الولايات المتحدة الامريكية، التي لم تتوقف للحظة واحدة عن ترديد عبارة «مساعدة اسرئيل للدفاع عن نفسها» بالطبع بالعدة والعتاد، وهذا كله مترجم بالجسر الجوي والبحري للمقاتلات الامريكية التي تصل يوميا الى الكيان الصهيوني منذ بداية هذه العملية الابادية على قطاع غزة في الثامن من اكتوبر الماضي.
والان وضمن هذه المعطيات التي اصبحت نسقا يوميا مملا للسامع والمتابع، تُطرح عدة اسئلة اهمها ...هل جولة مفاوضات اليوم والتي بالمناسبة سُميت بالفرصة الاخيرة ستتم ضمن سياقات وظروف طرأت حديثا خاصة بعد التهديد الايراني بضرب الكيان الصهيوني والذي يريد الجميع ايقافه من خلال الوصول الى صفقة تنتهي معها هذه الحرب الدموية في القطاع، ام ان شروط اعادة احتلال القطاع في جوهرها والمتمثلة بالسيطرة على معبر نتساريم ومعبر فيلادلفيا والبقاء في القطاع مع اعادة استئناف الحرب بعد اطلاق سراح الراهائن اضافة الى شروط اطلاق السجناء الفلسطينيين كلها مجتمعة كفيلة بوأد هذه المفاوضات.
وافقت المقاومة على ما عُرف بمقترح «بايدن» في بداية حزيران الماضي وخرقها كالعادة الفاشي نتنياهو، واليوم تُطرح تلك الشروط التعجيزية التي ابلغت المقاومة الفلسطينية رفضها لها، لنرَ اليوم الى اي مدى سيصل صلف هذا الفاشي الصهيوني واين سترسو مركبته هو وداعموه، وهل سيفيده كل ما يقوم به حتى وان تغيرت الادارة الامريكية؟