جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
تبحث الهيئة المستقلة للانتخاب بكافة الوسائل والأدوات لحث المواطنين على الانتخاب، في حين وضعت وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية خطة وطنية لهذه الغاية، استندت على برامج متعددة، تسعى في مجملها لزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات، وتشجيع الناخب للإقبال على صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية 2024 المقررة في العاشر من أيلول المقبل.
وبطبيعة الحال تتعدد هذه الوسائل التي انتهجتها الهيئة وكذلك وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، لتبقى الأكثر تأثيرا تلك القريبة من المواطنين والشباب وطلاب الجامعات وتأخذ الطابع الشعبي، فكان للفن في ذلك نصيب الأسد، سواء كان لجهة التوعية والتثقيف للجانبين الحزبي والانتخابي، أو لجهة التشجيع على التوجه لصناديق الاقتراع، فكان أن نظمت الوزارة عددا من المسرحيات التوعوية وما تزال بطبيعة الحال، ليكون لها الأثر الكبير على فئة الشباب تحديدا وطلبة الجامعات.
منذ عقدت زميلتي رئيسة قسم دروب في صحيفة «الدستور» رنا حداد ندوة في دار الدستور لمجموعة من القامات الفنية، وكوني بعيدة عن الواقع الفني، وضعتني «رنا» بمشهد توعوي ربما لم أكن أدرك تفاصيله جيدا، لأهمية الفن في التوعية والتثقيف وأنه أداة هامة جدا لحث المواطنين التوجه لصناديق الاقتراع وهو أسلوب ذكي للتوعية، وشعبي، ومؤثر بشكل كبير، ما يجعل من رسالة الفن أكثر تأثيرا، وقناعة، سيما الفن الذي بات يعتمد أسلوب الحوار وتبادل الآراء مع متابعيه.
وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، اعتمدت في خطتها الوطنية جزئية واسعة للفن، لتبدأ منذ أيام بتنفيذ سلسلة مسرحيات مع الثنائي «زعل وخضرا» هذا الثنائي الذي عشقه المواطنون، وتابعوا كافة أعمالهما، فبدأ الفنانان «حسن السبايلة، ورانيا إسماعيل» بتنفيذ عدد من المسرحيات يجوبان بها مع فريقهما المسرحي كافة محافظات المملكة إضافة بالطبع للعاصمة، وحملت المسرحية عنوان (علّي صوتك) لتسجل المسرحية التي تعرض في جامعات مختلفة نجاحات كبيرة، ونسب تفاعل ضخمة جدا، سيما وأن المسرحية تأخذ طابع الحوار مع الشباب، والرد على أسئلتهم تحديدا تلك المتعلقة بالانضمام للأحزاب والقانون الجديد الذي جعل من وضع الكثير من الأسس للتشجيع للانخراط في الحياة الحزبية.
ومن متابعتي لهذا الجانب التثقيفي الهام، يتحدث الفنانان السبايلة وإسماعيل عن تفاعل الطلبة مع المسرحية، وحجم القناعة الكبير الذي يخرج به الطلبة بضرورة المشاركة في الانتخابات والأحزاب، ما يؤكد نظرية أن الفن وسيلة هامة للتوعية والتثقيف، في ظل جولتهما التي سيصلان بها إلى كافة محافظات المملكة بتنسيق مع وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، التي التقطت بدورها أهمية هذا الجانب واستثمرته بطريقة إيجابية وحتما بنتائج إيجابية.
في ذات الإطار، طالعت أمس ما أعلنته جامعة العلوم والتكنولوجيا، عن تنظيمها بالتعاون مع وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية واللجنة الوطنية لشؤون المرأة، مسرحية تفاعلية بعنوان: «صوتكم بعمل فرق»، لحث الشباب على المشاركة السياسية، لتشكل أيضا خطوة فنية متقدمة لغايات دعم مشاركة الشباب بالانتخابات النيابية المقبلة وتشجعيهم على الانخراط في الأحزاب، وهي خطوة متقدمة كذلك في هذا الجانب الذي أرى به مسؤولية وطنية على الجميع المساهمة بها وصولا ليوم العاشر من أيلول المقبل، وقد تحققت نسبة مشاركة في الانتخابات عالية جدا تليق بمسيرة التحديث السياسي الذي تعيشه البلاد.
الفن رسالة، ولا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا إنها مقنعة شعبيا لدرجة كبيرة، تحديدا بين فئة الشباب، والمسرح التفاعلي اليوم بات نهج عمل فنيا راقيا وعمليا ومدروسا، يساهم بشكل كبير في التوعية المباشرة، والقناعة أيضا المباشرة والسريعة، وهو ما يؤكده «زعل وخظرا» كما عرفهما جمهورهما، فهما يخرجان يوميا بعد عروضهما بنجاحات مباشرة، وتأكيدات شبابية بالذهاب للانتخاب، ومستقبلا الانتساب للأحزاب، وحتما في ذلك رسالة هامة بأن يكون الفن مستقبلا أولى خيارات وأدوات توعية وتثقيف وكذلك تسويق.