جفرا نيوز -
رومان حداد
في ظل الصراع الدامي الذي شهدته غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وتركيز الإعلام على صور أطفال غزة الباحثين عن الأمان والطعام،كان الأردن يتحرك على عدة مستويات، تتقاطع جميعها لخدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتركزت الجهود الإنسانية المتواصلة لتقليل المعاناة اليومية عن أهل غزة، هذه التحركات اليومية جاءت من دون صخب إعلامي، فالأردن يهدف إلى القيام بدوره الذي يراه ضرورياً في الحفاظ على القضية الفلسطينية حية، مع إدراكه أهمية الدور الإنساني والإغاثي على حد سواء.
فبينما تتوالى صور الدمار والمعاناة، قام الأردن بإرسال إنزالات إغاثية إلى قطاع غزة، حيث استطاع الجيش الأردني نقل المساعدات الإغاثية عبر سماء غزة، ونقل المساعدات التي أدارتها الهيئة الهاشمية الخيرية، كما قام الأردن بفتح أبواب مستشفى مركز الحسين للسرطان كي يوفر العلاج للأطفال الغزيين المصابين بالمرض الخبيث، ليبقى الأردن نافذة الأمل للطفولة الفلسطينية المحاصرة بالموت والدمار.
الأطفال هم الشريحة الأكثر هشاشة في أي نزاع، وغزة ليست استثناءً، حيث تسببت الحرب بأضرار نفسية وجسدية جسيمة للأطفال، الذين شهدوا فقدان الأحبة والدمار الكبير لمنازلهم وأحيائهم، وفقدان تفاصيل حياتهم اليومية، فقدوا الشعور بالأمان، وربما الحلم بالمستقبل.
العمل بصمت، بعيداً عن الأضواء والصخب الإعلامي، هو ما يميز ما يقوم به الأردن تجاه الغزيين، لأن الأردن يؤمن بأن ما يقوم هو واجبه تجاه القضية الفلسطينية، وأن الإنسانية هي القيمة العليا التي يجب أن تُصان، هذه القناعة الراسخة تنبع من إيمان الأردن العميق بضرورة الحفاظ على كرامة الإنسان، وأطفال غزة وحمايتهم استثمار في مستقبل فلسطين بأكملها.
ولم يكن الأردن وحده في دعم أهل غزة، حيث ظهرت مبادرات من دول أخرى، وكان أبرزها ما قامت به دولة الإمارات حين فتحت ذراعيها لاستقبال أكثر من ألف طفل غزي تعرض لإصابات في حرب الإبادة التي تشنها الآلة العسكرية الصهيونية على غزة، وقدمت لهم العلاج اللازم، بما في ذلك العلاج النفسي، لمنحهم الأمل في مستقبل أفضل.
ما يقوم به الأردن والإمارات لأجل أطفال غزة ليس مجرد عمل خيري، بل يكشف عن رؤية استراتيجية تهدف إلى حماية الأجيال القادمة من الفلسطينيين، وتأهيلهم نفسياً وجسدياً ليكونوا قادرين على بناء مستقبلهم وإعادة إعمار وطنهم،وهو ما يظهر من خلال استمرار الدعم الذي يقدمه الأردن للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية حق للشعب الفلسطيني وواحدة من القضايا العادلة التي يدعمها الأردن، كما يُظهر ذلك إيمان الأردن والإمارات بأن الإنسان هو محور التنمية والاستقرار.
الدول بمبادراتها الإنسانية والإغاثية الحقيقية في أوقات الحروب ترسل رسائل أقوى من صوت الصواريخ وإطلاق النار، والمبادرات الإنسانية تجاه أطفال غزة، تُظهر بجلاء أن من يقوم بهذه المبادرات يدعم القضية الفلسطينية بصورة تتجاوز الكلمات والشعارات، ليترجم دعمه إلى أفعال حقيقية تترك أثراً دائماً في نفوس المدعومين.