جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
أنتِ نُص البلد، ليس وسما عاديا، أو جملة تقال على عجل، هي كلمات تُقرأ بأكثر من اتجاه ومعنى، ورؤية، تقودك في مجملها لجهة أن المرأة «نص البلد» ما يجعلها حاضرة وبقوة في المشهد الانتخابي، مرشحة وناخبة، واستثمار ما منحته لها التشريعات من مساحات واسعة لتكون أساسا بل ومحركا في القادم بشكل عملي وحقيقي.
بالأمس، أطلقت وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة وفاء بني مصطفى، حملة #أنتِ_نص_البلد، بهدف تشجيع المرأة على المشاركة في عملية صنع القرار عبر الإدلاء بصوتها في الانتخابات البرلمانية القادمة لانتخاب المجلس النيابي العشرين، حملة تمنح المرأة واقعا ملموسا بفلسفة «خير الكلام ما قل ودل» ففي هذه الكلمات حقيقة واقع المرأة الأردنية، هي «نص البلد» ربما هي حقيقة يجب طرحها والأردن يشهد حراكا سياسيا استثنائيا، ومختلفا، مؤطرا بتشريعات داعمة للمرأة حدّ التميّز، حقيقة على نساء الأردن أن يدركن أهميتها ويكنّ حاضرات في التفاصيل الانتخابية، بشكل عملي.
الحملة ووفقا لوزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة وفاء بني مصطفى، «تهدف لرفع الوعي بأهمية المشاركة السياسية للمرأة وتأثيرها في عملية صنع القرار، وشرح التعديلات التي تضمنها قانونا الأحزاب والانتخاب والتي منحت فرصة للمرأة الأردنية للمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، وتفتح آفاقا للمرأة الأردنية لمنافسة الرجل على المقاعد سواء في البرلمان أو مجالس المحافظات والمحليات»، وتنضم هذه الحملة لجهود وطنية ضخمة رامية إلى تشجيع المواطنين على الإقبال للمشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة، والتزاماً بالتوجيه الملكي السامي بدعم جهود الهيئة المستقلة للانتخاب، وتقديم كلّ التسهيلات المطلوبة لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
وتشكّل الحملة رؤية ثاقبة لتحث المرأة على الانخراط في المشهد الانتخابي، وكذلك لوضعها تحت مجهر الاهتمام في الشارع المحلي، لتكون شريكا حقيقيا في المنظومة السياسية، وكذلك في المشهد الانتخابي، فأن تتحدث الحكومة عن المرأة بأنها «نص البلد» في ذلك رسالة داعمة للمرأة بشكل كبير، إضافة الى حثّها على المشاركة بشكل عملي بمحركات التغيير، والتنمية والتحديث، وربما تحتاج المرأة بين الحين والآخر رسالة قوية تدفعها باتجاه أن تعزز من حضورها، وعملها، وهو ما قامت به لجنة تمكين المرأة أمس، بحرفيّة التفاصيل والانجاز.
المرأة اليوم ليست فقط مرشحة، ولا حتى ناخبة، إنما هي نص البلد في تحمل المسؤولية بأن تتجه لصناديق الاقتراع، وتختار الأكفأ والأنسب، لتكون شريكا حقيقيا في إيصال من سيكون قادرا على تقديم الأفضل في مرحلة، لا مجال بها للخطأ أو للتقصير بتقديم الأفضل على كافة الصعد، لتأتي هذه الحملة، وتمنح المرأة دفعة، بل دفعات نحو الكثير من العزيمة لتحضر بقوة وعملية في المشهد التحديثي، وتكون أولى خطواته وأبرزها الانتخابات النيابية القادمة في العاشر من أيلول المقبل، والتي سينتج عنها دون أدنى شك عدد جيد من النساء البرلمانيات، في ظل تشريعات داعمة، ورؤية مختلفة للمرأة من المرأة نفسها، ومن المجتمع.
الحضور النسائي اليوم لم يعد مثار جدل، أو تساؤلا نيابيا وكذلك في مراكز صنع القرار، ما يجعل من وجود حاجة ملحة يجب أن تقوم بها المرأة بأن تسعى لتعزيز هذا الحضور، وزيادته وزيادة فاعليته، فهي اليوم كما بالأمس وكما في مستقبل الأردن هي «نُص البلد».