جفرا نيوز -
لما جمال العبسه
ليست المرة الاولى التي يدعو فيها وزير الامن القومي لدولة الكيان الصهيوني المتطرف ايتمار بن غفير لاقتحام المسجد الاقصى مع قطعان المستوطنين، وتحديه للوضع القائم في الحرم القدسي الذي تتولى ادارته دائرة الاوقاف الاسلامية الاردنية، وليست المرة الاخيرة التي يجاهر بها بانه قام بالصلاة في الهيكل المزعوم «المسجد الاقصى»، حتى تلك التصريحات اليمينية المتطرفة التي لا تلقى حتى اللوم من قبل رئيس حكومته الفاشي بنيامين نتنياهو.
لكن هي المرة الاولى التي يستنكر فيها الفاشي نتنياهو هذه التصريحات التي جاءت قُبيل كلمة سيلقيها في الكونجرس الامريكي، ولا يريد اي احراجات فاستبقها بان دولته المزعومة تريد الإبقاء على الوضع الراهن في المسجد الأقصى وهذا الوضع لم ولن يتغير، فيما القاتل المحترف يوآف غالانت وزير الدفاع الصهيوني وصف بن غفير بأنه «مشعل النيران».
هناك ابعاد باتجاهات متضادة للفعل ورد الفعل الصهيوني، فإذا ما أخذنا فعل بن غفير ووقاحته المعتادة في تبرير افعاله واعتداءاته المستمرة مع قطعان المستوطنين على المسجد الاقصى، يمكننا قراءة ما حدث امس بأنه يريد ان يحرج نتنياهو الذي من المتوقع ان تطرح عليه الادارة الامريكية موضوع صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية، ومن جانب اخر يخشى هذا النازي ان تواجه رغباته الشاذة بالقتل والتهجير للشعب الفلسطيني في الضفة ومناداته بإفراغ قطاع غزة من أهله، فرأى ان يحرج رئيس حكومته الفاشية، ومن جانب اخر يظهر للادارة الامريكية التي تنتقد حكومة العدو الصهيوني وتقول انها الاكثر تطرفا ولا تعترف اصلا بهذا الوزير، انه متحكم في مسألة الامن القومي واقامة الهيكل المزعوم ما يعني فشل كل المفاوضات التي قد تأتي وقد ينجم عنها حل سلمي ان جاز التعبير.
وعلى الجانب الاخر، اراد احراج غالانت الذي تنهال عليه الانتقادات يوميا من حكومته المتطرفة، وكأن مستوى القتل الدائر في القطاع لم يُرض بن غفير بعد، فهو يحتاج للمزيد من الدماء والتشريد للشعب الفلسطيني.
اما الابعاد المقابل، فقد جاءت مضحكة، فنتنياهو الذي لا يستطيع ان يرفض لتحالفه «اليمين المتطرف» اي اوامر فائتلافه يحميه من الدخول الى السجن، كما انه لم ينتقد قبل اي تصرف لابن غفير حتى حينما سلح المستوطنين لم يكن هناك اي ردة فعل من رئيس الحكومة الصهيونية، والآن نجده يتبرأ من هذا التصرف الاهوج، فهو لا يريد ان يظهر امام الكونجرس الامريكي بمظهر المناكف او المعامل بالند، ويريد ان يريهم بانه حمامة سلام وانه حمل معه الى واشنطن بعض الاسرى المحتجزين لدى المقاومة والذين تم الافراج عنهم بشكل ما.
من جانب اخر، تصرفات بن غفير تضع غالانت في مأزق جديد، خاصة وان كل ما تقوم به المقاومة الفلسطينية بالدرجة الاولى لتحرير القدس والابقاء على وضع المدينة الديني، بالاضافة الى تحرير الشعب الفلسطيني من الهيمنة الصهيونية، اي ان ابن غفير فتح بابا جديدا للمقاومة حتى ترد عليه كما حدث في العام 2021 في معركة سيف القدس بعد الاعتداءات الصهيونية على المسجد الاقصى، اي ان هناك ساحة حرب جديدة لا طاقة للجيش الصهيوني بها في الوقت الراهن.
اما الادارة الامريكية فهي ترغب في ان تبقى راعي السلام العالمي!، وبعد تصرف ابن غفير يظهر تماما عدم اكتراث الاخير بوجهات النظر الامريكية وانه لا يقيم اي وزن لها ولخططها في المنطقة.
هذا العدوان السافر على المسجد الاقصى بالتأكيد سيكون له رد فعل من قبل المقاومة، كما انه سيزيد مساحات الخلاف وسيباعد سبل التوصل الى اتفاق، فطالما هذه الحكومة الفاشية تتصدر المشهد وكل يغني فيها على ليلاه سيحدث ما لا يحمد عقباه، فقد باع الشعب الفلسطيني نفسه فداء لدينه ووطنه، ولا مجال للتراجع قيد أنملة الآن.