جفرا نيوز -
إسماعيل الشريف
لو كنت بوابا على باب الجنة لقلت لأهل اليمن ادخلوها بسلام – علي بن أبي طالب أراد الحوثيون شيئًا واحدًا من ضرب تل أبيب، وهو أن تهاجمهم الدولة المارقة، وقد حصلوا على ما يريدون!.
وأعتقد أن السيناريو الذي رسموه قد تحقق بحذافيره؛ حيث هاجموا أولاً تل أبيب واعتبر الصهاينة بغطرستهم أن الوصول إلى تل أبيب خط أحمر ويجب تلقين الحوثيين درسًا لإخافتهم وإخافة أي دولة في المنطقة تفكر في الهجوم على الكيان، وردًا على إهانة الحوثيين لهم على مدى الشهور التسعة الماضية.
وكان هدف الدولة المارقة من ردها أن تسبب لليمنيين أكبر وجع ممكن، فاستهدفت خزانات النفط في وقت تعاني فيه البلد من أزمة محروقات خانقة وتدافع الناس على محطات الوقود، معتقدة أن هذه الضربة ستخيف الحوثيين، ولكن العكس حدث فكان رد الحوثيين إعلان الحرب على الكيان الصهيوني.
الضربة لا قيمة لها، فإيران وروسيا ستزودان اليمن بالنفط. بالإضافة إلى النفط، ستزيد إيران من تسليح الحوثيين خاصة بالصواريخ المتقدمة التي تستطيع الوصول إلى أي من الأهداف المحددة داخل فلسطين المحتلة. قد تقوم أيضًا روسيا بتزويدهم بالسلاح لسببين: الأول إغراق الولايات المتحدة في حرب استنزاف طويلة، وثانيًا صرف الانتباه عن الحرب الروسية الأوكرانية.
الضربة كانت مفيدة للحوثيين لأنها أولاً بينت موقف الولايات المتحدة ودول المنطقة من أي تصعيد قادم مع اليمن، وكان الرد واضحًا: لا علاقة لنا بأي حرب قادمة. ثانيًا، أصبح واضحًا أن حزب الله والحوثيين ينسقون مع بعضهم البعض، فبينما كان الصهاينة يهاجمون ميناء الحديدة، زاد حزب الله من هجومه على الكيان واستهدف أهدافًا جديدة، مما يدل على أن انشغال الكيان مستقبلاً في أي جبهة سيؤدي إلى اشتعال الجبهة الثانية. ثالثًا، زادت شعبية الحوثيين الداخلية لأن الشعوب تلتف حول من يحارب الصهاينة، مما قد يساهم في بسط سيطرتهم على كامل اليمن.
نستطيع القول بأن جبهة جديدة قد فتحت على مصراعيها. ستصل صواريخ الحوثيين إلى تل أبيب ومناطق أخرى حيوية في فلسطين المحتلة، واعتبارًا من الآن سيحارب الكيان على ثلاث جبهات. فهل يستطيع ذلك وجيشه قد أُنهك في غزة؟
إننا في أكثر من أي وقت مضى على أبواب حرب إقليمية كبيرة، ويستطيع الكيان نزع فتيلها إذا ما وقع اتفاقية تبادل الأسرى وأوقف حرب الإبادة في غزة.
من الواضح أن صفقة تبادل قادمة، وتسعى الأطراف إلى تحسين مواقفها التفاوضية بارتكاب الكيان المجازر ضد المدنيين، والمقاومة بتصعيد عملياتها والتهديد بالحرب المفتوحة التي تخيف الكيان.