جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
الموقف الأردني من القضية الفلسطينية ومن حرب الإبادة الإسرائيلية على أهلنا في غزة، والذي يتوّج بين الحين والآخر بانتزاع موقف دولي داعم للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه الشرعية والسعي لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للأهل في غزة، علاوة على تغيير مواقف عشرات دول العالم وعواصم صنع القرار حيال القضية الفلسطينية وغزة وحتى في دعم الأونروا والتي كان أحدثها الإعلان البريطاني بإعادة دعمها.
ليس موقفا، إنما حالة سياسية دبلوماسية إنسانية إغاثية، متفرّدة بالكثير من التفاصيل، وسبّاقة بالكثير من الإجراءات، بقيادة ومتابعة من جلالة الملك عبد الله الثاني، ما يجعل من الأردن استثنائيا في دعم القضية الفلسطينية وحاضرا بحرفيّة التفاصيل بكافة المواقف إقليميا ودوليا في دعم الأهل في الضفة الغربية وغزة وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولذلك تميّز يبعده دوما عن أي مساحات ضبابية في المجاهرة بآرائه لدعم فلسطين بثوابت تاريخية من لا يراها فالمشكلة برؤيته وبصره وبصيرته، عليه أن يعيد «برمجتها» لنفسه ولأفكاره، فهو الأردن الذي قدّم ويقدّم لفلسطين ما لم يقدمه أحد وهي ليس مجرد كلمات يُراد بها إثبات حقائق، إنما هي حقائق أصيغها بكلمات.
الأردن وفلسطين، حالة نادرة من العطاء والحب والتضحية، كل هذا وأكثر، وما في هذا القول سوى النزر اليسير مما يقدّمه الأردن الذي أبقى القضية الفلسطينية أولوية دولية، والذي قاد سيد البلاد المساعدات الإنسانية لغزة بنفسه في إنزالات أقل ما توصف بها أنها حساسة، وتقدّم سمو الأمير الحسين ولي العهد قوافل المساعدات ليوصلها على الحدود بدعم لنشامى الجيش العربي وهم يتوجهون لأداء أكثر المهام قدسية في غزة، وحضور سمو الأميرة سلمى في أحد الإنزالات، الأردن البلد الذي تقف به القيادة مع الشعب صفا واحدا يقدّم الغالي والنفيس نُصرة لغزة والضفة الغربية، وما تزال الجنسية الوحيدة المختلفة في غزة غير الفلسطينية هي الأردنية من خلال تواجد المستشفى الميداني في خان يونس الذي يعمل على مدار الساعة لا بل على مدار الزمن، هو الأردن المختلف قولا وفعلا.
الموقف الأردني في الحرب على أهلنا في غزة لا ولن ولم يسبقه أي موقف آخر عربيا ودوليا، الأردن الذي فتح أجواءه وسماءه على مدار الساعة لإيصال المساعدات الإنسانية للأهل في غزة، ومن يسيّر آلاف الشاحنات المحمّلة لعونهم وإغاثتهم برّا، ليكون أكثر دولة تقود دفّة المساعدات للأهل في غزة، وبأكثر من وسيلة، ناهيك عن الدور السياسي والدبلوماسي العظيم الذي يقوده الأردن لنُصرة الأهل في غزة ووقف الحرب وضمان إيصال المساعدات دون انقطاع، بصوت مرتفع ومواقف عظيمة يراها القاصي والداني، دون ذلك فهو خلل بمن لا يرى وبمن يبحث عن ماء عكر يصطاد به ما يشبه فكره وآراءه.
الأردن لفلسطين، عظيم الفعل والموقف، لم يبق مواقفه محصورة في كلمات مزخرفة، أو قول هشّ، إنما كان دوما عظيما يخرج عن المألوف والنمطي، حضر عربيا ودوليا وفي محكمة العدل الدولية، وبكافة المحافل العربية والدولية وغيّر من قرارات ورؤى عشرات العواصم الدولية، بعزيمة لا تهدأ، وبروح وطنية نضالية ترى في نيل الفلسطينيين حقوقهم المشروعة مسلّمة لا تقبل الجدال، ليكون لهذا الموقف أثر دولي غيّر من آراء ومواقف وقرارات بغالبية عواصم صنع القرار.
لكل من يسعى خلف علامات استفهام شكلية عن تفاصيل الموقف الأردني، ينظر حوله سيرى مواقف عظيمة حقا لا تحكيها لغات الدنيا، ولا تنقلها بلاغة لغتنا العربية، مواقف يعيشها الفلسطينيون ويشكرون الأردن عليها، وإجراءات غيّرت من سلبية دولية تجاه فلسطين وغزة تحديدا، وحمت المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف بتشبّث في الوصاية الهاشمية على المقدسات، فهو الأردن الذي يعبّر الفلسطينيون دوما عن حبّهم له بقيادة جلالة الملك ودون توقف.