جفرا نيوز -
فيصل تايه
ونحن مقبلون على الاستحقاق الدستوري مع مطلع ايلول القادم ، كم يزعجنا تلك الأصوات الناعقة والتعليقات غير الأخلاقية والتي تنبعث من أفواه البعض المأزوم ونراها اليوم قد تعالت بشكل غير مسبوق ، لكنها ومهما حاولت أن تضخم من نفسها وتبث سمومها ، اجزم انها ستظل ظاهرة خافتة ضعيفة سرعان ما تختفي مع انتهاء هذه المرحلة ، لاننا نعي أن المناطقية والبدائل الخاطئة في الانتماء والتحريض ضد الآخرين تولد النزعات الشخصية العنصرية ونحن في حذر منها لأنها تنشر الخراب وتهلك النفوس وتسمم الافكار ، وفي الوقت نفسه فان السكوت والتغاضي واعتبار ما يصدر عن البعض من تلميحات عنصرية مناطقية من اجل "مقعد نيابي" ليست اثارات شخصية أو فردية وإنما سلوك حقود يمارس بشكل مهووس يزيد المشكلة تفاقماً ويجعل تلافيها أكثر صعوبة .
للاسف ، ما زلنا نرى فئة تسمي نفسها بالمثقفة وتطرح نفسها لمرشح للانتخابات القادمة ، ولديها القليل من الثقافة تخرج بطروحات يتيمة فيها دعوى للجاهلية ، وتستخدم ألفاظاً عنصرية ذكية و مناطقية تمس ثوابت الدولة والروابط الوطنية والاجتماعية وتحاول أن توصل صوتها بطريقة هوجاء ، فهي بحاجة الى علاج فعال يشفيهم من حقدهم ويطهر نفوسهم مما علق بها من عث اسود .
اسفي على قلة تسعى بأسلوب التخمين الى فك شفرة الأصول من خلال المناطق والأسماء وأسلوب الطرح والتعليق وهو ما يكشف عن نفس تعصبي مريض ، ما ينم عن عقدة مناطقية نتنة مزمنة وشعور واضح بالنقص والدنيوية ، والمعيب أكثر أن يطلق البعض ويكتب هو واتباعه في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحاتها كلمات مليئة بألفاظ بذيئة تطعن بمواطنة الأفراد وأسرهم وتجرح وتؤثر نفسياً واجتماعياً فيهم ، وفي مكونات اجتماعية أخرى أصيلة لها جذورها ألضاربه في البلاد والمجتمع ولها كامل الحقوق ولا تختلف بشيء عن أحد من أولئك المرضى المتفاخرين بانفسهم بل ربما تكون أكثر وطنية وانتماء منهم .
دعوني اقول : ان كل من يمتلك تلك الافكار السوداوية ويفرق بين الاخوة ويزرع الفتنة بين الاخوال والاعمام هو شخص محطم من الداخل ضعيف لا يملك ثقافة ولا هوية ، فتلك الوسيلة الوحيدة التي يتفاخر بها وطريقة سهلة لإعطاء نفسه قيمه ولكنها للأسف قيمة ناقصة تميزه كانسان جاهل , أما الإنسان الواعي والمثقف والمتعلم المتسامح فهو يبتعد عن هذه الأمور وهذه التصنيفات الملغمة بالعنصرية المناطقية والتشكيك بوطنية البعض لأنها من سلوكيات الجهلة ما تزيد الفرد تعصباً وتعمقاً في الانطواء و الفردية والأنا المناطقية وتدخله في عداوة ونزاعات وممارسات عدائية مع الآخرين .
واخيراً فلنتقي الله ، وندع تلك الشرذمات المقيته فمن يريد الفتنة فليلحق بركب قريش ولن نسمح لاحد ان يغرس شوكتها في خاصرتنا ، فهي عند الشرذمة تشكل أزمة أخلاق وقيم لا ينفع معها دفن الرؤوس في الرمال والتغاضي عنها ، لأن البعض أصبح يمارسها بكل وقاحة ، ذلك البعض الذي يعتمد على مزاجية التصنيفات الفكرية الناقصة المثقلة بحمولات فكرية رجعية تشكك في الأصل و الولاء للوطن ، وهذا التشكيك من بذور الفتنة التي ما هي الا جمرة ما تلبث ان تطل برأسها من تحت الرماد مع أول نسمة هواء لتشتعل مع أي أطروحات هوجاء يدعو لها المتربصين بأمننا عن قصد أو غير قصد.
حمى الله الأردن أرضآ وملكآ وشعبآ من كل مكروه وأدام الله عليها نعمة الأمن والاستقرار وأن يظل الأردن أرض الشموخ المكلل بغار الكبرياء و الإباء أمد الدهر .
والله من وراء القصد
مع تحياتي