جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
تحتاج رحلتها حتى تصل أرض الوطن المرور بأكثر من مطار وأكثر من مكان على هذه المعمورة، ما جعلها تمر على تجارب مختلفة ومتعددة، قبل أن تصل الأردن، وعندما كنت باستقبالها وشقيقاتي خرجت من ملامحها المتعبة جدا وملامح أطفالها، ابتسامة عريضة وهي تقول «الأردن غير» بحرفيّة الواقع والتفاصيل.
خرجنا من المطار بعدما وجدت أكثر من نشمي يساعدها في جمع حقائبها والخروج بها لقاعة الاستقبال، ومساعدتها في تسيير أمور أطفالها، خرجنا ولم تتوقف عن الحديث عن طبيعة نشامى الوطن في استقبالهم وترحيبهم، ومساعدتها في الإجراءات وانهاء معاملاتها وأطفالها، والابتسامة لم تفارق ملامحها، وتؤكد أن ما وجدته في الأردن لم تجده بأي محطة من المحطات التي مرّت بها في رحلتها، وأن روح النشامى لا يمكن ان تجدها إلاّ في الأردن هذا البلد الكبير حبّا وعطاء، البلد المميز بمعنى الكلمة، والمختلف بشكل حقيقي.
ساعة وربما أكثر حتى وصلنا المنزل، ظننا أن الحديث سيكون عن تفاصيل عائلية، لكنه ذهب لجهة حسن الاستقبال، وسهولة الإجراءات ورقيّ المعاملة، واختلاف الواقع بين الأردن وكثير من الدول، فهو بلد أول كلامه وآخره الحبّ والعطاء، ومنح الأشخاص الراحة والطمأنينة، وإزالة أي تعب تفرضه ربما رحلة سفر وقد تكون رحلة حياة!.
هذا هو حال كل من يصل للأردن، بعد مروره بأكثر من تجربة بالسفر، لجهة الإجراءات والتعامل الراقي والإنساني، والحضاري، وسرعة إنجاز المعاملات، ما يجعل من كلمة «الأردن غير» تتردد على لسان غالبية المسافرين الذين يصلون الوطن، ويمكن القول بأن المعاملة الأردنية واحدة من أهم عوامل الجذب السياحي للوطن إن لم تكن أولها.
يتحدث المسافرون القادمون للأردن من خلال مطار الملكة علياء الدولي عن تجارب مختلفة، خلال سفرهم ليصلوا إلى الأردن ويستقبلهم نشامى الوطن بكل ترحاب وابتسامة، ومدّ يد المساعدة لمن يحتاجها تحديدا للمرضى وكبار السن، وبكلمات مليئة بالحب والاطمئنان على الجميع بروح الأخوة، والمعاملة الطيبة التي تخفف من تعب أي رحلة سفر طويلة أو قصيرة، ليبدأ القادم للأردن رحلة حبّ مليئة بحفاوة الاستقبال لمجرد وصوله الأراضي الأردنية.
«الأردن غير»، لسان حال غالبية من يصلون لأرض الوطن، بمطار الملكة علياء الدولي ليس مجرد مطار تهبط به الطائرات، إنما هو بوابة البيت الأردني التي يدخل منها القادمون إلى الوطن، فيجدون روعة الأردن والأردنيين، لتكون أيامهم القادمة في الأردن مختلفة ومميزة و»غير»، وفي هذا النهج رسالة سياحية وطنية هامة وناجحة، تلخّص أبحاثا ودراسات وخططا سعى واضعوها لصياغة نهج جذب سياحي، تلخصه ابتسامة نشمي ونخوة نشمية، وأن تسمع هذا القول من كل قادم للوطن فهو النجاح والتفوّق بأعلى درجاته، وأكثر واقعية.