النسخة الكاملة

استقالات واحتجاجات أميركية

الثلاثاء-2024-07-02 10:25 am
جفرا نيوز -
حمادة فراعنة

استقالة ضابط الاستخبارات الأميركي هاريسون مان، ومن قبله موظف وزارة الخارجية الأميركية أندرو ميلر الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، احتجاجاً على سياسة بلادهم نحو الدعم اللامحدود للمستعمرة الإسرائيلية، وبسبب الجرائم التي يُقارفها جيش المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني بالأسلحة الأميركية، منذ 7 تشرين أول أكتوبر إلى الآن.

الضابط الأميركي استقال بعد أن تأكد من المعلومات المتوفرة لديه، بحكم عمله واختصاصه كمساعد لمدير مكتب الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات الدفاعية، تأكد من أن حرب المستعمرة على قطاع غزة: «تستهدف التدمير والتخريب والتطهير العرقي للفلسطينيين بشكل كامل»، ويتم ذلك عبر الدعم العسكري والاستخباري والغطاء السياسي وكافة أنواع الذخائر، التي تقدمها واشنطن إلى المستعمرة، فالدعم العملي العسكري مقرون بالغطاء السياسي الذي يمنع ويحول دون اتخاذ أية إجراءات رادعة بحق المستعمرة.

والحال نفسه الذي دفع موظف الخارجية ميلر للإقدام على خطوة الاستقالة، مما يدلل على أن الجموح الأميركي في دعم المستعمرة يزيد على حده، في ظل معطيات ومشاهد من الجرائم الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين بشكل شرس وهمجي ومتطرف.

احتجاجات أميركية من شخصيات مطلة على سياسات واشنطن، هو الدافع نفسه الذي حرّك طلبة الجامعات الأميركية نحو الاعتصامات والتظاهر، باتجاه التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد إجراءات وجرائم المستعمرة، وضد سياسات بلادهم الداعمة للمستعمرة.

الإدارة الأميركية تعاملت مع الاحتجاجات الطلابية بمظهرين: الأول قمع الطلبة بالوسائل الأمنية المتبعة، وثانياً برفع الشرعية عن احتجاجاتهم واتهامهم بالعداء للسامية، أي العداء لليهود لدوافع عنصرية، ولكن قيادات يهودية شابة، خرجت وعبرت عن مشاركتها في هذه الاحتجاجات، وأنها يهودية ضد الصهيونية، وضد سياسات المستعمرة العنصرية، ومتضامنة مع الشعب الفلسطيني، وكيف تكون ضد السامية أي ضد نفسها؟؟.

الأولوية للولايات المتحدة مصالحها الاستراتيجية، وصراعها مع الصين وروسيا، ولهذا تفرض على كل الحلفاء والأصدقاء أن يكونوا معها في صراعها الاستراتيجي، ودعم أوكرانيا والمستعمرة يتصدر المشهد السياسي والأولويات الأميركية كحلفاء ضد الخصوم عن المعسكر الآخر.

قوى التحرر والتقدم والديمقراطية في العالم مطالبة لأن تقف مع بعضها البعض، حتى ولو أصابها التباين أو الضعف أو عدم القدرة على اتخاذ زمام المبادرة، ولكنها وفق ما هو متوفر لها من وسائل وأساليب، يجب أن تقف مع بعضها البعض، بصرف النظر عن الهوية الوطنية أو القومية، أو الدين، أو المذهب، لأنها في خندق واحد، مطلوب رؤوسها للكسر وشل فعاليتها من قبل أميركا وأدواتها، بشكل أو بآخر.

نضال فلسطين شرعي عادل ومطالبها محقة قررتها الأمم المتحدة بقراريها البارزين: حل الدولتين 181، وحق اللاجئين في العودة 194، وهي تحتاج لمزيد من التضامن والتفاعل في مواجهة المستعمرة وجرائمها.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير