جفرا نيوز -
لما جمال العبسه
في الايام العادية تشهد شوارع المملكة وخاصة المدن الكبرى فيها والطرق الواصلة اليها ازدحامات اشبه بالجنون في وقت الذروة، والآن ومع قدوم فصل الصيف والعطل السنوية وعودة المغتربين لقضاء اجازاتهم تشهد الطرقات تضاعفا في اعداد السيارات التي هي بالاساس مرتفعة لتزداد معها الازدحامات تفاقما، وبالتالي التجاوزات المرورية على الرغم من العقوبات المشددة التي تضمنها قانون السير المعدل، والتي لم تردع أولئك الاشخاص الراغبين في حرق الطريق تحت دواليب مركباتهم.
لكن هناك مشكلة تزداد طرديا مع ازدياد عدد ساكني المدن الرئيسية في المملكة، وهي دراجات وسيارات التوصيل السريع، الذين في الاساس يعتبرون ان الطريق ملك لهم وحرفيا ان الشوارع فارغة لخاطرهم كي يقوموا باستعراضات احيانا يمكن وصفها بالقاتلة، وذلك بهدف توصيل ما لديهم باقل وقت ممكن والحصول على طلب اخر، والسؤال هنا ...هل ارواحهم واروح غيرهم اقل قيمة مما سيحصلونه من بضعة دنانير مقابل التوصيل؟.
ارهاق نفسي وبصري لقائد المركبة لمراقبة هؤلاء، نعم نحن نعتقد انها احد اساليب توفير الرزق وظيفة جيدة ذات دخل معقول، لكنها لا تستحق ان تسبب كارثة بالمعنى الحقيقي للكلمة، فنحن لا يمكن ان نمر في شارع رئيسي او فرعي او حتى ازقة دون ان نرى الدرجات الهوائية تحديدا والبعض لديهم سيارات ركوب صغيرة للتوصيل، لكن الامر السيئ جدا ان هذا السائق او ذاك ليس لديه ادنى احساس بالمسؤولية اتجاه الطريق ومرتاديه، بل اتجاه نفسه وروحه المعرضة للخطر، فالسرعة التي يسير فيها جنونية، فيما هناك مسألة التجاوز غير المبرر والمفاجئ في كثير من الاحيان، فلا مراعاة للاشارات الاستدلالية او للازمات المتفاقمة وغير ذلك الكثير.
ان قانون السير الجديد المعدل والذي لاقى اعتراضات كثيرة نظرا لتشديد العقوبات المادية خاصة فيه لم يردع الكثير من سائقي الدراجات الهوائية والعاملين في مجالات التوصيل، بل زاد استخفافهم بالطريق وعدم مراعاته على اعتبار ان فصل الصيف فرصة لهم لزيادة دخلهم اليومي من هذه المهنة الممكن تصنيفها بالخطرة، ليضاف هذا الامر الى سائقي المركبات العادية والنقل سواء الباصات خاصة الكوستر وسيارات التكسي والتطبيقات، الذين يرون في الطريق المكان الافضل لاستعراض «عضلاتهم» في القيادة، والتسبب بالحادث امر في اخر صف اهتماماتهم.
هذه الفئة ان رأت ان نفسها عليها رخيصة مقابل استمتاعها بقيادة الدراجة او المركبة او تحقيق اقصر وقت ممكن لمضاعفة دخلها وتعتقد ان الطريق حقها وحدها، فهم لا ينزلون البلاء على نفسها فقط بل على الناس من حولهم دون احترام للقانون او للاخر، وهنا لابد من اعادة النظر في تحميلهم مسؤوليتهم عن خرق قانون السير والتجاوزات الفظة التي يمارسونها يوميا.