جفرا نيوز -
رنا حداد
لفتني منذ تولي هيفاء النجار حقيبة وزارة الثقافة وهي ترعى كافة المناسبات الثقافية في الوطن مرتدية الثوب المطرز.
حضور هذا الثوب كان يقتصر من المرأة الأردنية على المناسبات والأعياد الوطنية. الجديد هنا، الطرح الذي قدمته الوزيرة النجار والذي يؤكد أن للثقافة بعدا حيويا مؤثرا ولافتا، أكثر من مجرد قراءة كتاب وسماع معزوفة، هو تلك المسؤولية العالمية في صون وتثمين الهوية والحفاظ عليها بما تمثله من ذاكرة حية وكنز حضاري هو الأكثر تأكيدا على التاريخ العريق الذي يمكن البناء عليه للمستقبل.
أعي تماما رسائل النجار التي ترسلها مع كل «قطبة» ونمط ولون ورمز ترتديه في المناسبات واللقاءات الثقافية والأدبية، سواء للأجيال القادمة أو للمجتمعات والثقافات الأخرى، بأن هذه الخيوط الملونة التي تنبع من قصص وتقاليد وعادات، انما تعبر عنا، وعن حياتنا وثقافتنا، إضافة الى الإبداع الشخصي في تصميم واستخدام الالوان، الاهم ايضا دعم استمرارية الحرف اليدوية وتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا.
التطريز اليوم في عالم رقمي يعتمد نقل الرسائل بالصور اكثر من المقالات والحوارات، هو فن عالمي يعبر عن الثقافة والتاريخ والهوية.وهو فن مستمر في التطور مع مرور الزمن، لا ينفك يدمج بين التقاليد والابتكار، وبهذا استطاع ان يزاحم في قائمة اليونسكو مع المفردات التراثية كجزء لا يتجزأ من الإرث البشري ككل، لذا كان الوعي بأهمية ان نقدم هذا الفن جنبا الى جنب مع كافة عناصر الثقافة والهوية.
اليوم نحن بحاجة الى أكثر من اي وقت مضى ان نذكر العالم ونتذكر ونتمسك ايضا بجذورنا وتاريخنا ليس فقط من خلال ما نصدر من اعمال ادبية وفنية وما نقدم من مهرجانات ومساهمات انسانية، الان الثوب يعزز الفخر الوطني ويعكس التعدد الثقافي داخل المجتمع، الامر الذي يضعنا في واجهة أمامية تحتم علينا توصيل رسالة التراث للعالم باتباع استراتيجية متعددة الجوانب تدمج بين الحداثة والارث.
أؤمن تماما وأظن من خلال ما أرى من النجار وعملها على الملف الثقافي انها ايضا تؤمن وعلى قناعة تامة ان توصيل رسالة التراث للعالم يتطلب استخدام مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات التي تعزز الوعي والتقدير للثقافة والتراث الفريد. والثوب ، ثوبنا، وليس اي ثوب مستعار ، من ضمن هذه الطرق الفعالة لتحقيق ذلك، اي تعزيز الوعي والتقدير للتراث الثقافي والمساهمة في حفظه ونقله للأجيال القادمة.
النجار مع كل ثوب ومناسبة ثقافية تؤكد حبنا للثقافة وارتباطنا بالهوية العربية الأصيلة، واننا باقون .. شكرا هيفاء النجار.