جفرا نيوز -
كتب - يحيى الحموري
منذ عقودٍ طويلة، تتوالى جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، موغلةً في عُباب العنف والإرهاب، ومُسْتبيحةً الحقوق والكرامة الإنسانية. إنها دولة الإرهاب، إسرائيل، التي لم تكتفِ باغتصاب الأرض وتهجير أصحابها الأصليين، بل مضت في طريق الهدم والتدمير، ممعنةً في إذلال الشعب الفلسطيني الصابر.
في ظلمة الليل ووهج النهار، تُسمع صرخات الأبرياء تحت ركام المنازل التي تُهدم على ساكنيها بلا شفقة أو رحمة. تَتحطم الأحلام والأماني بين جدران البيوت المنهارة، وتَختلط دماء الأطفال بتراب الوطن الجريح. إنها ليست مجرد جرائم حرب، بل إبادة جماعية تستهدف البشر والحجر، تسعى لطمس هوية شعب كامل وسحق أمله في الحياة الحرة الكريمة.
لكنَّ إسرائيل لا تنفرد بارتكاب هذه الجرائم الوحشية، بل تجد في الولايات المتحدة الأمريكية شريكًا وداعمًا رئيساً . ففي كل مكان يُقتل فيه طفل بريء، أو تُبكى فيه أم مكلومة، أو يُجرح فيه شيخٌ مُسن ، أو يُدمر فيه بيتٌ آمن، أو تُشتعل فيه الحرائق، اعلموا أنَّ الولايات المتحدة تقف خلف هذا المشهد الدموي.
تتجلى أفعال إسرائيل الإجرامية في كل زاوية من زوايا الأراضي المحتلة؛ ففي غزة، يقف الشعب تحت الحصار، محروماً من أبسط مقومات الحياة. يُقتل الأطفال في أحضان أمهاتهم، وتُمزق أجسادهم الصغيرة بقذائف الغدر والخيانة. تُحرم الأمهات من فلذات أكبادهن، ويُدفن الآباء والأبناء في مقابر جماعية، شاهدةً على وحشية لا تعرف الرحمة ولا تعرف الحدود.
وفي الضفة الغربية، يمضي المحتل في مشروعه الاستيطاني البغيض، قاضماً الأرض قطعةً قطعة، ومُهجراً السكان قسراً. تُقطَّع أوصال المدن والقرى، وتُقام الحواجز التي تخنق الحياة وتسرق الوقت والأمل. يُعتقل الشباب ويُعذبون في الزنازين، بلا تهمة سوى أنهم يحلمون بوطنٍ حرٍ ومستقبلٍ مشرق.
إن الولايات المتحدة الأمريكية، بسياساتها المنحازة ودعمها اللامحدود لإسرائيل، تشرف على كل جريمة تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني. إنها تدعم بالمال والسلاح والتأييد السياسي كل عملية قتل وتدمير، غير عابئة بالمآسي الإنسانية التي تتسبب بها. أمريكا، بوجهها القبيح، هي التي تقف خلف كل دمار، وكل ذبح، وكل حريق، وكل مصيبة تصيب الأبرياء.
رغم كل هذه الجرائم، يظل الشعب الفلسطيني صامداً، يواجه رصاص الاحتلال بصدر عارٍ وإرادةٍ لا تلين. إنه شعب يؤمن بحقوقه وبقضيته العادلة، شعب يعرف أن الظلم مهما طال، فإن العدالة ستنتصر في النهاية. هذا الصمود هو رسالة للعالم أجمع، بأن الحق لا يموت، وأن الشعب الفلسطيني سيظل يقاوم حتى ينال حريته ويستعيد أرضه.
إن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ضد الإنسانية يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي. لابد من تحرك حازم لوقف هذا النزيف المستمر، وإنهاء هذا الاحتلال الغاشم. العالم مدعوٌّ للوقوف بجانب الحق، لدعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، وللتأكيد أن الإنسانية لا تقبل الظلم ولا ترضى بالإرهاب.
إن التاريخ يسجل، والشعوب لا تنسى، وسيأتي اليوم الذي يُحاسب فيه كل مجرم على ما اقترفته يداه. وحينها، سيتحقق العدل، وستشرق شمس الحرية على أرض فلسطين الحبيبة.