جفرا نيوز -
علي ابو حبلة
بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكية بلينكن لإسرائيل ، تبنى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكي معدل يدعو لوقف إطلاق النار في غزة وتطبيق غير مشروط للصفقة بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية، لتبادل الأسرى وفيما امتنعت روسيا عن التصويت لوجود غموض في القرار، رحبت حركة حماس بالقرار الذي قالت انه يدعو لوقف إطلاق النار الدائم في غزة والانسحاب التام من القطاع وتبادل الأسرى والأعمار وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم.
هي الثامنة في سلسلة زيارات بلينكن للمنطقة منذ حرب إسرائيل على غزه في السابع من أكتوبر 2023 ، وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى القاهرة، التي انتقل منها إلى تل أبيب. وفي العاصمة المصرية، التقى بلينكن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ودعا الحكومة المصرية وحكومات دول المنطقة إلى «الضغط على حماس لدفعها إلى القبول بالمقترح الإسرائيلي للصفقة» . وقال بلينكن: « إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار فاضغطوا على حماس لتقبل به. حماس هي الوحيدة التي لم تقبل الاقتراح المكوّن من 3 مراحل والذي يتضمّن إطلاق سراح الرهائن وإجراء محادثات من أجل إنهاء القتال» . وأضاف: تحقيق وقف إطلاق النار سيفتح الباب أمام وقف دائم للقتال في غزة ؟؟ ومن المهم أيضاً العمل على خطط لليوم التالي بعد الحرب». كما بحث بلينكن، في القاهرة، جهود التوصّل إلى صيغة عملية تضمن فتح معبر رفح أمام المساعدات؛ وفي هذا الإطار، نوقشت إمكانية أن تقوم مصر بإدخال شاحنات المساعدات من المعبر في حال انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي منه، وهو ما وافقت عليه القيادة المصرية.ومن القاهرة، انتقل بلينكن إلى تل أبيب، حيث التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأطلعه - بحسب الخارجية الأميركية - على « الجهود الدبلوماسية الجارية للتخطيط لفترة ما بعد الحرب وأهميتها» ، مؤكداً له « أهمية منع توسّع الصراع» . كما أكّد بلينكن لنتنياهو أن « مقترح الاتفاق سيتيح الهدوء في الشمال واندماجاً أكثر مع دول المنطقة» . وبحسب «هيئة البث الإسرائيلية» ، فإن « الولايات المتحدة تكثّف النقاش مع إسرائيل بسبب القلق من تصعيد كبير على الحدود اللبنانية». ومن المتوقّع أن يجتمع بلينكن، صباح الثلاثاء مع رئيس «معسكر الدولة»، بني غانتس.
وفي موازاة زيارة بلينكن للمنطقة يجري الحديث عن توجه أمريكي للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس تهدف إلى إخراج أسرى أمريكيين من قطاع غزه بحسب مسئولين أمريكيين ، ونقلت شبكة « إن بي سي» الأميركية، عن المسئولين الحاليين، ومسئولين اثنين سابقين، قولهم إن « واشنطن تهدف إلى تأمين صفقة مع حماس لإخراج 5 أسرى أميركيين». كما نقلت عنهم أن «مثل هذه المفاوضات لن تشمل إسرائيل، وستُجرى من خلال وسطاء قطريين»، وأن « حماس قد يكون لديها حافز لإبرام اتفاق مماثل وفي حال حصول خطوة كهذه من شأنها أن تزيد من توتر العلاقات بين أميركا وإسرائيل، وتشكل ضغوطاً سياسية داخلية إضافية على نتنياهو».
ولا غرابة أن تتزامن التحركات الأمريكية مع تبني مجلس الأمن الدولي الاثنين ، مشروع قرار أميركي، يدعو إلى ( وقف إطلاق النار في غزة وتطبيق غير مشروط لصفقة تبادل الأسرى) ويبنى مشروع القرار على مضمون المقترح الذي أعلنه الرئيس بإيدن قبل أيام ويدعو ، كلاً من «حماس» وإسرائيل، إلى الموافقة على المقترح (الذي يقول الأميركيون إنه إسرائيلي)، لكنه يشير بشكل واضح إلى أن « الاتفاق يقود إلى إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة» . واعتبرت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن ، ليندا توماس غرينفيلد، أن « الصفقة المطروحة الآن تلبّي مطالب إسرائيل، وتتيح إدخال المساعدات إلى غزة» ، مضيفة أن « إسرائيل وافقت على الصفقة التي تمهّد لتسوية سياسية» . وتابعت: « ننتظر أن توافق حماس على الصفقة، ولا يمكننا تحمل الانتظار إلى ما لا نهاية»، مشيرة إلى أن بلادها تريد « وقفاً دائماً لإطلاق النار» . واعتمد « مجلس الأمن» القرار، بموافقة 14 دولة، وامتناع روسيا عن التصويت، في حين رحّبت حركة «حماس»، في بيان، ( بما تضمّنه قرار مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب التام من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، والإعمار، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، ورفض أي تغيّر ديموغرافي أو تقليص لمساحة قطاع غزة، وإدخال المساعدات اللازمة لأهلنا في القطاع» . وعبّرت الحركة عن «استعدادها للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ» والسؤال المطروح دوما هل تلتزم إسرائيل بمقترح وقف دائم لإطلاق النار أم أن مشروع القرار مصيره مصير قرارات سابقه وإمعان في استمرار حرب الاباده التي تشن ضد الفلسطينيين على اعتبار أن إسرائيل فوق المساءلة والمحاسبة.