جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
يلاحظ خلال الأيام الماضية تسارع الاتصالات الدولية وتكثيف الجهود العالمية وعقد لقاءات واجتماعات اقليمية بمشاركة أوروبية وإشراف أمريكي للاتفاق على اليوم التالي للحرب والخروج بآلية تضمن إدارة الأوضاع الكارثية في القطاع دون مشاركة لحماس وذلك بعد فشل إدارة الاحتلال تقديم خطة مقبولة .
وتشير تقارير إعلامية دولية بأن بعض الدول العربية رهنت موافقتها على المشاركة بإدارة قطاع غزة بإشراف أمريكي رافضين المشاركة تحت إدارة او دور إسرائيلي.
ومن باب مسك العصا من المنتصف وإرضاء معظم الأطراف تشير التقارير بأن الامريكان يدرسون بأن يتولى الإدارة في قطاع غزة شخصية أمريكية دون وجود اي قوات عسكرية أمريكية على أن يكون مقره خارج غزة انما في احدى دول الجوار.
وسيقوم الحاكم المدني الجديد من وجهة النظر المطروحة على الطاولة طبعا، بتنظيم الامور والإشراف عليها خاصة في ظل الظروف المعقدة والاوضاع الصعبة وحالة الدمار التي يعيشها القطاع وأهله.
وسيكون هناك أدوار مختلفة لكل جهة او دولة في اليوم الذي يلي الحرب فهناك من يتولى المشاركة باعادة الاعمار والبناء وهناك من سيقوم بالعملية الأمنية الداخلية والمشاركة في الإشراف على المعابر وغيرها من الامور خاصة الإنسانية .
في ظل تقارير تتحدث عن عشرات المليارات يحتاجها القطاع وأكثر من عشر سنوات لإعادة الحياة له.
قضايا عديدة وامور كثيرة ومركبة يحتاج لها القطاع وابناؤه تعجز دولة او اكثر عن القيام باي امر دون ارادة دولية وجهود عالمية كبيرة مكثفة.
لذلك سيلعب الحاكم الامريكي المزعوم دور المايسترو في قطاع غزة بتنظيم جميع الامور والإشراف عليها وتوزيع المهام بين الجميع لضمان عدم وجود اي دور لحماس وضمان عدم وصول المساعدات لهم بهدف اقناع إسرائيل بهذه الخطة وضمان انسحابها من القطاع خلال فترة زمنية سيتم الاتفاق عليها خلال المفاوضات التي تم استئنافها مجددا مع تقديم دولة الاحتلال تنازلات جديدة حسب اعلامهم.
ويبقى السؤال الأهم هنا عن الهدف الحقيقي وراء الدور الامريكي في غزة مستقبلا بعد ان كان هذا الامر مرفوضا من قبل الإدارة الأمريكية في وقت سابق وهل للميناء البحري المؤقت الذي شيدته الولايات المتحدة علاقة بهذا الامر او دور في المستقبل للابقاء على حالة اشبه بقاعدة عسكرية ومن بعدها السيطرة على ثروات النفط والغاز الموجود في تلك المنطقة؟؟ .
وكذلك ابقاء حماس وفصائل المقاومة تحت انظارها وعدم السماح لها بالتمدد من جديد بعد تخفيف منابعها خاصة وان إبعاد حماس والقضاء عليها او اضعافها على الاقل، أصبح موقفا ومصلحة أمريكية وإسرائيلية.
يتم ذلك كله دون الحديث عن أي دور للسلطة الفلسطينية في القطاع التي حاول احد جنرالاتها إدخال عدد من عناصره إلى غزة بإشراف اسرائيلي لم يتسن له النجاح او تحقيق هدف قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ان كشفتها حماس وفصائل المقاومة .
وهنا يبقى القول الفصل في النهاية لفصائل المقاومة ومدى تقبلها عملية ابعادها من المشهد بشكل كلي في ظل التشكيك بقدرة إسرائيل على القضاء على حماس بشكل كامل.
وفي النهاية فان غزة وفلسطين على أبواب مرحلة جديدة في قضيتهم العادلة وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة وسيكون للأحداث الحالية وما يتبعها من نتائج دور في تحديد مصيرها ومستقبلها.