النسخة الكاملة

من مقالات سابقة.. ذات علاقة!

الثلاثاء-2024-05-21 11:04 am
جفرا نيوز -
بقلم د. زيد حمزة

كلما عدت لملف مقالاتي السابقة في $ تحضيراً لإصدار جزءٍ تالٍ من كتابي »بين الطب والصحافة»، أو لأي سبب بحثي مرجعي آخر، اتفاجأ بان بعضاً منها،على قِدمها، ما زالت ذات علاقة بما اكتب او أقرأ هذه الايام،فتصديقاً لما جاء في مقالي الاخير حول الحركة الطلابية الجسورة في جامعات اميركا وكيف أن في صفوفها يهودا صحت ضمائرهم من آثار التخدير الصهيوني المزمن، وجدت مقالاً مؤرخاً في ١٤/١٢/٢٠٠٠ قلت فيه: «استوقفني في جريدة هآرتس الاسرائيلية تعليقٌ للكاتبة الصحفية إستير زانبيرغ على كتاب «لغة الشر» لعدي أوفير استاذ الفلسفة في جامعة تل أبيب،الذي شن فيه هجوماً شديد? على الشر الكامن في الاحتلال الاسرائيلي واقترح تفكيك النظام الصهيوني برمته، ويقول انه بدأ التفكير في ذلك منذ حرب يوم الغفران ١٩٧٣ حين كان يعيش في مستوطنة الروم بهضبة الجولان (تلك كانت اللحظة التي بدأ فيها فراقي عن الصهيونية، فقد تربيت على اسطورة ان المستوطنات هي التي تؤكد امن الحدود الإسرائيلية، لكن في الواقع ما ان مضت ساعات قليلة على بداية الحرب حتى هربنا من الكيبوتس ونجونا بجلودنا، وعندها ادركت انني كنت مخدوعا وكانوا يكذبون عليّ، وبدأت اشك بانهم كانوا يكذبون عن أشياء اخرى وأماكن اخرى)، وقد أسس مع آخرين ع?م ١٩٨٨ مجموعة طالبت جنود الجيش الاسرائيلي برفض الخدمة في المناطق المحتلة ودعت لمقاطعة البضائع المصنوعة في المستوطنات اليهودية وما تنتجه مزارعها، وفي كتابه يقول: من الجائز ان يكون الذين يديرون سياسة إسرائيل في المناطق هم أناس طيبو القلب لكن الاحتلال يولّد في نفوسهم الشر خلال العمل اليومي حتى لو لم يكونوا يمارسون القتل، فبمجرد انهم يشغلون موقعا في هذا النظام فهم شركاء في فعل الشر او التسبب به من خلال اجهزته المختلفة، وكأي نظام اجتماعي آخر يمكن اصلاحه،لكن من الافضل تفكيكه.. لذلك فان العقيدة الصهيونية سيئة الى?درجة يجب معها تفكيكها وهدمها من اساسها،ويضيف: ان إسرائيل قائمة على الحكم العنصري (الأبارتايد) الذي لا يفيد معه تجميل او ترقيع،وان مفهوم إسرائيل الكبرى محض احتلال وهو سقوط اخلاقي سحيق للمجتمع الإسرائيلي.. وهكذا يكون أستاذ الفلسفة في جامعة تل ابيب عدي اوفير ممن أشرت الى ان ضمائرهم صحت من التخدير الصهيوني في وقت مبكر!

ومما قرأته في $ مؤخراً وله علاقة بما كتبت قبل ثلاثة وعشرين عاماً فهو تصريح الرئيس الكولومبي غوستافوبيترو قبل أيام: أن التاريخ سيصف بنيامين نتانياهو «كمرتكب إبادة جماعية»، وقد خاطبه بالقول:ان إلقاء القنابل على آلاف الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء لا يجعل منك بطلا،أنت تقف جنبا إلى جنب مع اولئك الذين قتلوا ملايين اليهود في أوروبا، واشارت الرأي ايضاً الى ان كولومبيا أعلنت رسمياً قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

اما ما كتبته قديما وايضاً ذا علاقة فكان بتاريخ ٥/٤/ ٢٠٠١ حين صوّت مندوبها في مجلس الأمن لصالح قرار ارسال قوات دولية لحماية الفلسطينيين،نقضته اميركا بالفيتو! فصبت هذه جام غضبها على حكومة كولومبيا المرعوبة التي دافع عنها دبلوماسيون في الأمم المتحدة بانه كان من الصعب عليها وهي العضو البارز في حركة عدم الانحياز ان تخالف مواقف زملائها ممثلي دول الحركة الأعضاء في مجلس الامن، وفي اليوم التالي هبت في كولومبيا عاصفة استياء شعبية اذ وصف رئيس الكونغرس الكولومبي التهديدات الاميركية بانها غير محتملة،وكتبت الصحيفة اليوم?ة الاولى (ال ثيمبو)ان هذا التهديد غير مقبول و هو اقرب الى الذهنيّة التي كانت سائدة في عهد الاستعمار،كما نددت صحيفة (ال سبيكتيتور) بوقاحة الحكومة الامريكية واهانتها لكولومبيا.. وللتذكير فان كولومبيا اليوم غير كولومبيا الأمس!

وبعد..من الواضح ان اهمية المتابعة الصحفية لا خلاف عليها، وهي هنا للتأكيد على ان الصهيونية مفعمة بالشر وتخدع يهود العالم بمزاعم خرافية ربما ادت بهم إلى كارثة تاريخية جديدة!