جفرا نيوز -
بقلم محمد داودية
تختلط الواجبات والأدوار والمهام على الشباب الأردني، الذي تؤلمه جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ويعبر عن سخطه وغضبه الوطني النبيل ضدها.
يقف شبابنا امام السؤال الوطني القلق:
هل واجبهم فقط، دعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، ضد الاحتلال التوسعي الإسرائيلي؟
أم واجبهم القيام بالمقاومة بأنفسهم ؟
طرح شبابنا مبكراً شعار «افتحوا الحدود»، انطلاقا من أن الشباب الأردني، والشباب عموما، «يا أبيض، يا أسود».
عندما وقعت نكسة الخامس من حزيران سنة 1967 تدفق شباب مصر إلى الشوارع هاتفين «حنحارب، حنحارب»، رداً على الهزيمة المذلة الكبرى، وكشفاً عن جوهر الأمة العربية العظيمة، التي ترفض الهزيمة والاستسلام.
شعار شباب الأردن افتحوا الحدود، هو في جوهره، تعبير عن التضامن مع المقاومة الفلسطينية، وإعلان الاستعداد للتطوع من أجل نصرتها.
لقد استقر في قناعات شبابنا ان المقاومة الفلسطينية ليست في حاجة إلى مقاتلين غير مدربين (يسميهم العسكرُ أغرار)، خاصة بعد ان تجلت للجميع، قدرات المقاومة الفلسطينية الضاربة المحترفة الباهرة القاهرة.
و أن المقاومة المطلوبة ليست المقاومة المسلحة فحسب، هذا ما مارسته كل الشعوب التي قاومت محتليها وهزمتهم.
فثمة مقاومة طبية، وإعلامية، واغاثية، ودبلوماسية، ...
لقد قاوم الإعلاميون والصحفيون والمصورون الفلسطينيون، أعنف وأهم وأخطر مقاومة، كانت هي التي كشفت للعالم حجم الإجرام الإسرائيلي، مما نلمس اليوم نتائجه المؤثرة في جامعات العالم وشوارعه وإعلامه.
وقد زاول الأردن اشكالاً متعددة مؤثرة من مقاومة العدوان الإسرائيلي:
مقاومة المستشفيات الميدانية بأطبائها وممرضيها وإدارييها الشجعان، الذين انقذوا حياة عشرات الآلاف من ابناء قطاع غزة من الموت والعجز.
مقاومة جسور الإغاثة الجوية الخطيرة، التي ابتكرها الملك عبد الله الثاني، والتي لا تزال تغيث.
مقاومة فتح المعابر وتجهيز آلاف الشاحنات التي قدمت الترياق لأشقائنا المحاصرين، جوعى ومرضى قطاع غزة.
مقاومة المؤتمرات والمنظمات الأممية والزيارات والاستقبالات التي جيرها الملك عبد الله الثاني بالكامل لدعم حق الشعب العربي الفلسطيني في دولة حرة مستقلة.
المقاومة الإعلامية والصحفية المهمة المؤثرة، التي برع فيها الملك والملكة ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، واسهمت في التنوير وإشاعة الوعي وكشف جوهر العدوان الوحشي والاحتلال الإسرائيلي.
مقاومة مخطط التهجير من الضفة الغربية المحتلة ومن قطاع غزة بالتعاون مع مصر.
المقاومة المهمة المتمثلة في تثبيت الأونروا ودعم استمرارها، التي هي احد عناوين المأساة والحق الفلسطيني، التي للملك عبدالله الثاني، صاحب أوسع علاقات احترام في العالم، أكبر الفضل في افشال مخطط إسرائيل لشطبها.
على الدوام يشكل الأردن قاعدة الإسناد الأولى والأهم للشعب العربي الفلسطيني الشقيق، وسيظل، إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية.
المقاومة الفلسطينية العظيمة، ضد الاحتلال التوسعي الإسرائيلي، هي مقاومة تصب في صميم الأمن الوطني الأردني والقومي.