جفرا نيوز -
بقلم نسيم عنيزات
ان طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه جالنت وكذلك بحق رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف قد ساوى بين القاتل والضحية وبين المحتل والمقاوم وحمل معنى سياسيا أكثر منه قانونيا او تطبيقا للعدالة.
الا انه وبنفس الوقت علينا ان لا نقلل من أهميته وان ننظر له من زاوية اخرى وهي تعرية دولة الاحتلال امام الرأي العام العالمي وكشف زيفها بعد ان فضح جرائمها وحربها الهمجية وما تقوم به من إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
و شكل هذا القرار صدمة للرأي العام الإسرائيلي وقادته الذين لم يعتادوا على هذه القرارات ولم يتوقعوها باعتبار هم فوق القوانين الدولية وخارج دائرتها بعد ان ضربوا بجميع المواثيق الدولية والقرارات الاممية بعرض الحائط.
ومنذ احتلالها اي _ إسرائيل _ للأراضي الفلسطينية عام 1948وحتى يومنا هذا مارست جميع انواع القتل والتهجير والهدم والاعتقالات بحق الفلسطينيين.
كما صدرت العديد من القرارات الدولية التي اكدت حق الفلسطينيين باقامة دولتهم المستقلة وعودة اللاجئين والتعويض الا انه لم يتحقق امر واحد من هذا كله.
كما مارست عشرات المذابح بحق الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت احتلال فاشي نازي يمارس جميع اشكال القمع والتعذيب والتهجير والتجويع الا اننا لم نسمع عن مذكرات اعتقال بحق مرتكبي هذه الجرائم.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن تأثير الولايات المتحدة الأمريكية على قرار الجنائية الدولية لم ينسجم مع الآمال الإسرائيلية التي كانت تعتقد بأن أمريكا ستمنع إصدار مثل هذا القرار.
الا ان تأثير الاخيرة كان على ما يبدو بإصدار قرارات بحق حركة حماس التي لا يعنيها كثيرا خاصة وان بعض الدول تصنفها بانها حركة إرهابية كما ان السنوار والضيف لا تعنيهم الحياة خارج او فوق الانفاق او في الفنادق الفارهة او العيش في قصور او التنقل بين دول العالم.
فهم أصحاب حق وحركة مقاومة تبحث عن العدالة والاستقلال وإقامة دولتهم المستقلة دون البحث عن المكاسب الأخرى او السعي لإصدار جوازات سفر .
فإن قرار الجنائية الدولية شكل صفعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وقادتها لا يقل خطورة وأهمية عن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي لانها ستزيد من حالة الخلاف والانقسام في الداخل الإسرائيلي وستعجل من نهاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سياسيا .
كما ستفتح جبهة جديدة على الكيان امام الرأي العام الدولي الذي كان مخدوعا بديمقراطيتها المزيفة.