جفرا نيوز -
محمد سلامة
موافقة حركة حماس على آخر ورقة قدمت لها في الدوحة تتضمن إضافة بند.. هدنة مستدامة تفضي لوقف الأعمال العدائية والعسكرية بشكل كامل.. حشر حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف في الزاوية وليس أمامهما سوى قبول الأتفاق أو رفضه والذهاب إلى عملية في رفح.
غزة انتصرت.. فالمقاومة الفلسطينية نجحت في اخضاع إسرائيل الثالثة ومعها أمريكا إلى شروطها ومطالبها، وهي ضمن المراحل الزمنية الثلاث.. وقف مؤقت يتزامن مع انسحاب إلى غلاف غزة وعودة غير مقيدة للنازخين إلى الشمال، وتبادل أسرى، ثم المرحلة الثانية التي تبدأ مع انسحاب كامل من كامل القطاع متزامن مع المرحلة الثانية بوقف كامل للأعمال العسكرية والعدائية بشكل كامل، ثم استكمال مراحل الاتفاق برفع الحصار والأعمار وإدخال المساعدات الإنسانية، وهذا يعني ببساطة بقاء حماس والجهاد بحكم غزة، وبقاء سلاحهما بايديهما وعودة الأمور إلى ما كان عليه الوضع قبل 7/أكتوبر الماضي.
إسرائيل الثالثة خسرت الحرب بكل معنى الكلمة، وفقدت الردع وحماية نفسها، واليمين المتطرف بزعامة نتنياهو السادس سوف يختفي من المشهد، وليس أمام حكام إسرائيل الجدد سوى قبول هذه الهزيمة والذهاب إلى صفقة سياسية وأمنية مع الفلسطينين تبدأ بقبولهم دولة فلسطينية مجاورة لهم، ووفق ترتيبات إقليمية ودولية وقبول فلسطيني، وإلا فإن تكرار 7/اكتوبر وربما 8/، 9 اكتوبر سوف يتكرر بصور أكثر عنفا، وقد تتدرحج الأمور إلى حروب جديدة وجبهات أخرى وليس مستغربا أن تجد إسرائيل الجديدة نفسها أمام تصفية إجبارية هذا إذا ما اندلعت حرب أهلية في داخلها بين ثلة الدواعش ممن يرفضون الخدمة العسكرية، والعلمانيين الذين اسسوا الدولة اليهودية القومية في 1948م.
غزة انتصرت.. وحماس قادت المعركة ميدانيا بكل ثقة واقتدار كما قادت المفاوضات بكل حرفية فلم تتنازل ولم تتخاذل، وما فعلته سياسيا وامنيا واقتصاديا على إسرائيل الثالثة لم تشهده في جميع حروبها السابقة مع العرب، ومما يتضح أن هذا الانتصار التاريخي له ما بعده، فقد أسقط فكرة الوطن البديل واسقط كل مشاريع التسفير والطرد واسقط مشروع الصهيونية الدينية.. خطة الحسم.. التي تغنى بها بتسلئيل سموتريتيش.. الطرد أو القتل أو العيش كعبيد معنا.. وبكل الأحوال فإن مرارة الهزيمة الإسرائيلية سوف تنعكس تباعا بعد سريان وقف إطلاق النار بشكل نهائي وربما نشهد بدايات لإجراء انتخابات مبكرة تفضي لزوال الائتلاف المتطرف وغياب أو تغيب نتنياهو السادس عن المشهد السياسي وربما يكون مصيره السجن.
إسرائيل الثالثة تجرعت أكبر هزيمة أمنية وسياسية في تاريخها، وهذا حتما سيقود العالم إلى التحرك لإنجاز مسار سياسي يفضي إلى دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل الثالثة وعلى حدود 1967م، ودايما نتائج الحرب تحدد نهايات اللعبة لصالح الطرف المنتصر، وغزة انتصرت وعلى الجميع قبول المقاومة الفلسطينية بصفتها الممثل الأقوى على الساحة الفلسطينية.. لأنه بدونها لا يمكن لأي فريق فلسطيني إنجاز مسار سياسي وحيدا وحتى وأن حظي باعتراف إقليمي ودولي.