جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
يبدو ان الولايات المتحدة الأمريكية بعحلة من أمرها لإيقاف الحرب على غزة ولو مؤقتا تحت مسمى هدنة محددة المدة بسقف زمني وذلك لتحقيق أهداف تخدمها هي اولا.
ومن ثم حليفتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، فامريكا تسعى لعدم تمدد الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية التي انتشرت في معظم جامعاتها كما امتدت إلى الجامعات الأوربية.
و يخشى الديمقراطيون ان تؤثر هذه الاحتجاجات على مرشحهم للرئاسة في الانتخابات المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري.
كما تسعى الإدارة قبل ذلك إلى تحقيق انجاز تسوقه على الناخب الامريكي في موضوع الأسرى لدى حماس خاصة انه يوجد من بينهم أمريكان.
و تعمل الولايات المتحدة إلى إيجاد مخرج للحكومة الإسرائيلية التي وجدت نفسها غارقة في صمود غزة وفصائل المقاومة فيها ليتسنى لها بعدها اعادة ترتيب الحكومة الإسرائيلية في ظل تدهور اوضاعها الداخلية التي تعج شوارعها بالمظاهرات الغاضبة لعدم قدرة جيشها على اعادة الأسرى كما وعدت حكومتهم التي تصر على عدم ابرام صفقة تلبي شروط حماس.
ودون الخوض بهذه التفاصيل فان الولايات المتحدة لا ترغب باطالة امد الخرب خشية من اتساعها، الامر الذي قد يحدث مفاجأة غير متوقعة مع وجود شارع عربي وعالمي غاضب.
فان موضوع الاستعجال والسعي إلى هدن مؤقتة بحجة زيادة المساعدات دون وجود نص صريح يضمن إيقاف العدوان وعودة النازحين دون قيود يخفي امرا يدبر لقطاع غزة وادارته.
حيث تهدف الولايات المتحدة خلال مدة الأربعين يوما الانتقال إلى مرحلة جديدة تتعلق بكيفية إدارة القطاع تشرف عليها هي بنفسها بعد ان عجزت دولة الاحتلال عن تقديم تصور كامل لليوم التالي للحرب.
وتتضمن خطة الامريكان إدارة القطاع بمشاركة عربية ودولية وابعاد حماس عن هذا الدور بشكل كامل.
لذلك فهي بحاجة إلى وقت لتطبيق بروفة الإدارة الجديدة وتنفيذ خططها الامر الذي يتطلب وقتا لتقييم الامور على الواقع ومدى نجاعة الخطة ليتسنى لها بعدها اقناع دولة الاحتلال بالانسحاب حيث تصر على دور امني لها في القطاع..
وكانت جولة وزير الخارجية الامريكية الاخيرة إلى المنطقة تصب في هذا الاتجاه الذي حاول تسويق و اقناع الدول التي زارها بخطته طالبا الدعم والمشاركة.
وعلى ما يبدو فان الولايات المتحدة الأمريكية باتت مقتنعة بأنه يجب ان لا يكون اي دور لحماس في قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة.
وفي ظل عدم ثقتها بقدرة السلطة على القيام بدورها فانها سعت لان يكون لها دور ونفوذ من خلال الميناء العسكري الذي باشرت بتنفيذه على شاطئ غزة.
لتضمن لها موطئ قدم نفوذ من خلال قاعدة لها في منطقة غزة الغنية بالغاز والبترول وكبح النفوذ الايراني.
والأهم حسب نظرها تحييد حماس وفصائل المقاومة عن أي دور في القطاع وبالتالي تحويل غزة إلى منطقة شبه معزولة وخالية من اي فصائل للمقاومة، ليتسنى لها البدء بإعادة الاعمار الذي يتوقع انه لن يكتمل لانه سيبقى حجة للبقاء والتدخل في القطاع.