تبقى هذه القصصُ الجميلةُ التي تنبعُ من قلوبِ أصحاب هذا البيت العظيمالذي حملَ بين أركانِه صفوة الخلقِ مِن آل بيت رسول الله عليه أفضل الصلاةوالسلام فدأبَ آل هاشم عبرَ تاريخِهم المنسوج من خيوطِ المحبة والسلامبرسمِ أفضل لوحات التواضع التي جعلتهم الأقربَ إلى قلوب الناس فكان ومازال وسيبقى هذا البيت الكريم يتحلّى بِسِمات الخُلق العربي الأصيلالنابض بالنخوةِ والشهامةِ ويبقى الناظرُ هنا إلى مواقفِ جلالة الملك عبداللهالثاني ابن الحسين الذي رسمَ الفرحةَ على وجوهِ الأطفال ورَبَتَ بكفّهِ المعطاءعلى أكتافِ المسنين وانحنى لهم ليستمعَ إلى صوتِهم الضعيف ويُلبي مايحتاجونه بكلّ حُبٍ وعطف .
وها نحنُ نرى اليوم نجله وولي عهده وقرّة عينه سُموّ الأمير الحسين بنعبدالله يسيرُ على نفسِ طريقه الذي يَتّسمُ بالتواضعِ اللامُتناهي خصوصًابإتجاه من كانوا معهُ في أقدسِ الأمكان وأحبها إلى قلبهِ وهي ميادينُالشرف والبطولة في الحياةِ العسكرية التي تمتازُ بالأخوّةِ الحقيقية والزمالةِالصادقة والتي تحملُ بين طيّاتِ تعبها ذكرياتٌ لا تُنسى وأحداثٌ يتغلّبُ حُبهاعلى صعبها .
إن زيارةَ سُموّ ولي العهد إلى رفيقهِ في السلاح وزميلهِ في الجندية الوكيلأول المتقاعد إبراهيم مرزوق الختالين في منزلهِ في العاصمةِ عمان تحملُمؤشراتٍ مهمةٍ تعكسُ المعنى الحقيقي لتواضعِ سُموّه وتقديرهِ لجهود نشامىالقوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) الذي ينتمي إليه ولي العهدكضابطٍ مقدام وجندي باسل يُلبي نداءَ الواجب ويكون أولُ مَن يتقدمُ فيسبيلِ الوطن شأنه كشأنِ كل الجنودِ الأوفياء في هذا الجيش المغوار، وهنا لابد من الإشارةِ إلى مدى المحبةِ الحقيقية النابعةِ من قلب سُموّ ولي العهد إلى زملائه ورفقائه بالسلاح .
وهنا تتكررُ الصورة وتُعادُ أحداث القصة فجلالة الملك كانَ وما زالَ وسيبقىعلى الدوام يتفقدُ أصحابَ الفضلِ والسبقِ من المتقاعدين العسكريينوالمحاربين القدامى الذين دعاهم لأكثر من مرةٍ للجلوس تحتَ ظلالِ دبابةٍعسكريةٍ لإسترجاعِ تلك الذكريات القابعة في قلوبِ مَن عرفوا معاني الجنديةالحقيقية ومَن فضلوا لبس الفوتيك على أي لباسٍ آخر لتتحدث هنا ملامحالوجوه عن صدقِ العلاقة ومعنى الصداقةِ الراسخة في قلوبِ الجند الأوفياء.
الختالين شأنه كشأنِ كل مَن سقطَ مِن جبينهِ حَبة عرقٍ على تِبرِ هذا الوطن،هم الخالدون في القلوبِ والأذهان… هم الباقون على مَرِّ الزمان … همالراسخون في الوجدان، وسنبقى جميعًا في هذا الوطن نَعي ونُدرك مدىالمحبة الحقيقية التي تجمعنا بقيادتنا الحكيمة فجلالة الملك لنا وفينا ومنّاوولي عهده معنا على الدوامِ نراه إبنًا في عينِ الأم وعزوةً في عينِ الأب وسندًا في عينِ الأخ وهنا تنطقُ القلوب عشتَ لنا يا أميرنا المحبوب .
العين / فاضل محمد الحمود