جفرا نيوز -
لارا علي العتوم
تعود ايران الى حالة السكون بعد الارتباك الذي تسببته للمواطن في منطقة الشرق الاوسط خاصة فيما يخص الرحلات الجوية وبعد اعلانها عن تحقيق مرادها تعود للاعلان بأن ما فعلته هو بقصد عرض قوتها، عرض لم نكن بحاجة له في وقتنا الحاضر في ظل الشد العصبي الذي تعيشه المنطقة والمجزرة التي تعيشها غزة، ومع ذلك لم تبتعد الانظار والامنيات عن نجاح المساعي العربية في جميع المنابر والمحافل لايقاف المجزرة خاصة ان الدول العربية كانت قد قدمت خطة لايقاف المجزرة والوصول الى دولة فلسطينية واجهتها اسرائيل بتعنت ورفض كبير حتى انها لم تقرئها بل جعلت من مجزرتها في غزة واقع يومي تضيف اليه تهديدها لرفح ليبقى الامل إما في الانتخابات الاسرائيلية المبكرة او الانتخابات الامريكية القادمة.
لم ينفصل الشارع عن إرادة القادة بل لا يزال ثابتا دون اي تراجع عن موقفه تماما كحال تمسك القادة بالمفاوضات وجهودهم، حتى الشارع الاسرائيلي نراه منفصلاً عن كينونته التي تريد به الهلاك، فشوارع اسرائيل لم تخل يوماً واحداً من المناداة والدعوة الى ايقاف الحرب حتى باتت تطالب بإسقاط الحكومة الاسرائيلية الحالية، اما الشارع الاردني فبات قريبا من حالة الاستنفار دون كلل بالتوازي مع جهود جلالته التي لم يبخل بها في أي مكان ودون تنازل عن حل الدولتين.
لا شك ان تعنت اسرائيل باستمرار مجزرتها لم يؤدي فقط الى خلخلة توازن المنطقة بل الى تدني الحركة الاقتصادية خاصة في الاراضي الفلسطينية رغم عدم وجود اقتصاد فلسطيني قبل الحرب على غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي ووجود تبادل غير متكافئ وملحق بالاقتصاد الإسرائيلي وبالقوة مما أظهر التعاملات الاقتصادية مع الدولة الفلسطينية في العديد من الاحيان تحت مسمى التعامل مع اسرائيل مما أوجد حالة من الضعف الاقتصادي المستدام للدولة الفلسطينية حتى في أصغر أمورها وهو توفير فرص عمل للفلسطينيين، والاعتماد إلى حد كبير على إسرائيل لتشغيل اليد العاملة الفلسطينية، اما اليوم وبظل هذه المجزرة التي تهدد اسرائيل بتمديدها ليس فقط بالايام بل لتشمل رفح ايضا فنستطيع القول بأن اسرائيل استطاعت ان تمحو ما يسمى اقتصادا فلسطينيا بالداخل واصبحت تتحكم في جميع الأمور المتعلقة به.
حمى الله أمتنا، حمى الله الأردن.