جفرا نيوز -
محمد سلامة
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اهارون حليفا أعلن استقالته من منصبه، فيما قائد المنطقة الوسطى يهودا فوكس أبلغ رئيس الأركان هرتسي هليفي أنه قرر الاستقالة في شهر اب القادم بدعوى أنه استنفد نفسه، ..فيا ترى هل تشكل هذه الاستقالات بداية لاستقالات واسعة بين كبار جنرلات الجيش الاسرائيلي والاجهزة الأمنية؟!.
بداية..ومما تسرب أن رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي نفسه يريد الاستقالة وأنه أخطر مرات عدة وزير الدفاع ورئيس الوزراء نتنياهو السادس، وأنه على خلاف كبير مع المستوى السياسي ومع بعض جنرالات الجيش، وأن آخر مداولات جرت لاجتياح بري لرفح شهدت مشادات كلامية، وخلافات حول آلية ترتيب وحدات داخل الجيش الاسرائيلي باعادتها لأخذ دورها على حدود لبنان فيما اصر بعض الجنرلات على أن تتولى وحدات احتياط جديدة يتم تجنيدها لعملية رفح، ومما يتسرب أن حالة ملل بين كبار الجنرلات على فشل العملية العسكرية في تحقيق أهدافها، وتوقعات فشل عملية رفح في اخضاع حماس والجهاد واخواتهما لشروط صفقة تبادل للاسرى وراء قرارات هؤلاء الجنرالين (حليفا وفوكس).
اكثر من مئتين يوم من الحرب على غزة، دون أن تتمكن إسرائيل الثالثة بجيشها من تحقيق أهدافها، تزامن مع تقارير استخباراتية أمريكية عن أن حماس متجذرة وستبقى قوة تحت الأرض وفوق الأرض وأنها ستعود بقوة حال وقف الحرب فورا مؤشرين على استحالة ازاحتها عن حكم غزة، واستحالة فرض شروط عليها وأن عملية رفح ربما تدفعها للتشدد اكثر في اي مفاوضات قادمة حول صفقة تبادل الأسرى، فيما رجحت تقارير استخباراتية ميدانية فشل العملية برفح لأسباب مرتبطة بعمليات مشابهة في خانيونس وبيت حانون وبيت لاهيا وبني سهيلا و...إلخ، وأن عدم تغيير مسارات الحرب أو وضع خطط لليوم التالي للحرب فإن تآكل انجازات الجيش الاسرائيلي ربما تفرض على المستوى السياسي قبول شروط المقاومة الفلسطينية لصفقة تبادل أسرى ليست في مصلحة إسرائيل الثالثة وحكومتها المتطرفة بزعامة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف.
استقالات جنرلات الجيش الاسرائيلي تشكل ضغطا على المستوى السياسي، ومما يتضح أن نتنياهو السادس مصر على مواصلة الحرب ومعه ائتلافه المتطرف، لكن إذا توسعت هذه الاستقالات فإن نذر الضغط سوف يرتفع منسوبه أمنيا على المستوى السياسي، وما بعد عملية رفح واحتمالات فشلها أمنيا فإن انسداد الأفق الأمني والسياسي أمام حكومة نتنياهو السادس وجنرلات جيشه سوف يوقعهما في هزيمة مدوية، وبهذا تتعثر أمنيا وسياسيا وهذا سيجبرها على تقديم تنازلات جوهرية في الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وبكل الأحوال فإن احتمالات توسع الحرب تبقى قائمة لجهة لبنان وربما أن الأسوأ لم يأت بعد.