جفرا نيوز -
حمادة فراعنة
استقالة الجنرال أهارون حليفا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» لدى جيش المستعمرة، على خلفية الفشل في معرفة ورصد فعاليات قوات القسام وتحضيراتها المسبقة لاجتياح المستوطنات المستعمرات المحاذية لقطاع غزة يوم 7 تشرين أول أكتوبر 2023، تعكس إخفاق المؤسسة العسكرية «المتفوق» التي انتكست وأصابتها الهزيمة، وأدت إلى الصدمة التي اجتاحت مجتمع المستعمرة بأسرها.
استقالة أهارون حليفا، أعقبها مطالبة قائد المنطقة العسكرية الوسطى إسحق فوكس، بسبب اخفاقه في مواجهة الوضع الكفاحي في الضفة الفلسطينية، بإعفائه من الخدمة في شهر آب أغسطس المقبل 2024، هي الخطوة أو الخطوات المنتظرة التراكمية لدفع الثمن، وكلاهما يتحملان المسؤولية والإخفاق، ويتهربان من المسؤولية سلفاً، حتى لا تتم اقالتهما المتوقعة من قبل لجنة تحقيق ستطيح بكل المسؤولين العسكريين خاصة رئيس الأركان هرتسي هليفي، والسياسيين رئيس الحكومة نتنياهو، والموساد المخابرات الخارجية يوسي كوهين ، وقد تصل إلى رئيس الشاباك المخابرات الداخلية رونين بار.
قيمة الاستقالة ولاحقاً الإقالة بعد التحقيق قد تصل حد المحاكمة وخاصة لرئيس الحكومة نتنياهو على استمرار فشله وإخفاقه ليس فقط في عملية 7 أكتوبر، بل وآثارها ونتائجها وتداعياتها وخاصة فشلهم في إنهاء المقاومة واجتثاثها وثبات صمودها وقدرتها على توجيه ضربات موجعة للقوات المحتلة الغازية لقطاع غزة، إضافة إلى فشلهم في اكتشاف مواقع الأسرى الإسرائيليين وفشلهم في إطلاق سراحهم بدون عمليات تبادل.
نتنياهو سيكون رئيس الوزراء الثالث الذي سجل التاريخ إخفاقه، كانت الأولى جولدا مائير في حرب أكتوبر عام 1973 ضد مصر وسوريا، والثاني مناحيم بيغن في الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان عام 1982، وسيكون نتنياهو الثالث الذي سيسجل الإخفاق والفشل، إضافة إلى اتهامات الفساد والرشوة التي تتم محاكمته على تورطه بها.
إخفاق المستعمرة الإسرائيلية، وجيشها وأجهزتها وقياداتها السياسية والعسكرية إنجاز وفخر ومباهاة للفلسطينيين وللمقاومة الباسلة الشجاعة وخاصة حركتي حماس والجهاد، فهو الإخفاق الإسرائيلي على طريق الهزيمة، والصمود والإنجاز الفلسطيني على طريق الانتصار.
العديد من ضيقي الآفاق ينظرون إلى تفوق المستعمرة وقدرتها أنها بمثابة الاستحالة على هزيمتها، وينظرون إلى إمكانات المقاومة المتواضعة بمثابة عدم القدرة على تحقيق الانتصار، وهي قراءة محدودة ضيقة الأفق، لا ينظرون لأهمية العدالة في الصراع، ولا ينظرون لأهمية التضحية في الصراع، ولا يتذكرون الشعوب الغلبانة الفقيرة التي هزمت إمبراطوريات كبيرة قوية غنية وثرية.
معركة 7 أكتوبر وتداعياتها محطة على الطريق، الموصل إلى النهايات المظفرة، وإخفاق المستعمرة بعد تداعيات 7 اكتوبر دلالة على الوقوع بهذا الإخفاق على طريق الهزيمة، والصمود الفلسطيني وتضحيات أهالي غزة الذين دفعوا أثماناً باهظة، وباهظة جداً، هو ثمن الانتصار، ثمن الحرية والاستقلال، وأهالي غزة الاستثناء يستحقون الكرامة والحرية والاستقلال وسينتزعونها من جوف وحش الاحتلال وتطرفه وعنصريته وفاشيته.