النسخة الكاملة

نتائج الضربة الإيرانية.. عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا؟

الإثنين-2024-04-15 09:57 am
جفرا نيوز -
بقلم عوني الداوود

ما الذي حققته الضربة الإيرانية لإسرائيل أمس الأول والتي استمرت لنحو 5 ساعات؟

للإجابة عن هذا السؤال لا بد بداية من الإشارة الى أنه ومنذ أن دمّرت غارة جوية إسرائيلية المبنى الملحق بالقنصلية الإيرانية المجاور للسفارة الإيرانية في دمشق، في الأول من نيسان الحالي، مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا،..منذ ذلك الحين والإعلام الأمريكي والإسرائيلي والغربي يدقّ طبولا ويحضّر- بل ويحفّز- لردة الفعل الإيرانية.

كثيرون راهنوا على أن إيران لن ترد على الاعتداءات الإسرائيلية -كما في حوادث سابقة كثيرة داخل إيران وخارجها- أو أنها ستوكل مهمّة الردّ لوكلائها وحلفائها في المنطقة..لكن الرد الإيراني جاء مغايرا ومختلفا في شكله ومضمونه هذه المرّة، الأمر الذي يتطلب قراءة مختلفة خصوصا لمرحلة ما بعد «الضربة»، لأنها بكل المقاييس وبعد أكثر من 190 يوما على «الحرب على غزة» تعلن عن دخول المنطقة مرحلة جديدة لها تداعياتها العسكرية والسياسية والاقتصادية:

 *أولا- عسكريًا:

1 - الضربة شكّلت تغيّرا غير مسبوق في قواعد الاشتباك العسكري بمواجهة مباشرة للمرة الأولى بين إيران وإسرائيل، وقد بدأته الأخيرة باعتدائها على «القنصلية» التي تعدّ وفقا للأعراف الدبلوماسية أرضا إيرانية.. وهذا يعني بدء مرحلة جديدة من المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران بخلاف المراحل السابقة التي كانت المواجهات فيها بطرق غير مباشرة بين وكلاء إيران في المنطقة وإسرائيل.

2 - بغضّ النظر عن كل ما يقال من تفاهمات محتملة حول الضربة من حيث توقيتها وحجمها وزمنها بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، إلا أنها ومع كل ذلك فقد أدّت الى دخول إيران بمواجهة مباشرة مع إسرائيل، تعطيها «حق الردّ على الردّ» وهو ما يسعى اليه نتنياهو منذ 7 أكتوبر- لا بل قبل ذلك بسنوات- فهدفه المعلن دائما ضرب البرنامج النووي الإيراني.. و7 أكتوبر مثّل ذريعة لتوسيع رقعة الحرب وتوجيه ضربة لايران، خصوصا مع وجود هذا الدعم اللامتناهي لإسرائيل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها.

3 - عسكريًا كانت الضربة أشبه بالمناورات «بالذخيرة الحيّة»..أظهرت من خلالها إيران قدرتها على الوصول لاسرائيل متى أرادت ذلك، وقد استخدمت بحسب أنباء ما يزيد على 330 مسيّرة وصاروخا ( 185 طائرة بدون طيار «مسيرة»- 36 صاروخ كروز-110 صواريخ أرض أرض).

5 - ..وأظهرت في المقابل نجاعة المنظومة الدفاعية لاسرائيل مدعومة من أمريكا وفرنسا.
6 - الغريب عسكريًا أن هذا الكمّ من المسيّرات والصواريخ لم يحدث خسائر بشرية ولا بالمنشآت، فهل كانت الضربة «رسالة»، أم مجرد «ردة فعل»؟.

* ثانيًا - سياسيًا:

1 - دخول إيران الى الواجهة مباشرة أعاد تشكيل الحلف الغربي الداعم لاسرائيل علانية والمناهض لإيران بالأساس.

2 - الخشية كل الخشية من تحوّل التركيز الإعلامي على القضية الفلسطينية وحرب التجويع والتعطيش والإبادة على غزة الى تركيز على المناوشات الإسرائيلية الإيرانية التي ستنتهزها إسرائيل مرّة أخرى للعب دور الضحية بمواجهة الهجوم الإيراني لتعيد تعاطف المجتمع الدولي معها.

3 - إيران ستُبقي على التنسيق مع الإدارة الأمريكية لأن من مصلحتها فوز بايدن الديمقراطي (المرن معها في الملف النووي) بالانتخابات الرئاسية المقبلة بعكس نتنياهو الذي يكسب الوقت على أمل فوز ترامب الجمهوري الذي قطع وأوقف الحوار مع إيران حول الملف النووي.

4 - بالمناسبة.. قد تحتفظ إسرائيل بحقها بالرد وتوجيه ضربة لإيران في وقت تعتقد فيه أنها تعيد ماء الوجه لنتنياهو وترجح كفة بايدن في الانتخابات الرئاسية.

 *ثالثا -اقتصاديًا:

1 - خسائر «الضربة» التي استمرت 5 ساعات واستخدم فيها أكثر من 330 مسيّرة وصاروخا، بلغت نحو مليار دولار- بحسب مصادر إسرائيلية.

2 - الضربات أوقفت حركة الطيران في إسرائيل وإيران ودول الإقليم وغيّرت برامج الرحلات للطائرات من كل مطارات العالم المتجهة للمنطقة.

3 - ما حدث بمثابة «بروفة» وإنذار للعالم لما يمكن أن يؤدي توسيع رقعة الحرب في هذه المنطقة التي تحتوي على أكثر من 20 % - 30 % من احتياجات العالم من النفط والغاز وأهم معابر سلاسل التوريد: (هرمز- باب المندب - وقناة السويس) من تأثيرات سلبية على اقتصادات العالم وسلاسل التوريد والكلف وأسعار النفط والغاز والذهب.

**الخلاصة:

- أردنيًا.. تؤكد التطورات دائما رجاحة الموقف الأردني الثابت الداعي لحل القضية الفلسطينية اذا أراد العالم سلاما حقيقيا في الشرق الأوسط وضرورة وقف العدوان على غزة.. وتثبت قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية دائما أنها على قدر المسؤولية وثقة القائد والشعب بالذود عن حمى الأردن في كل الملمّات والخطوب.