النسخة الكاملة

خانيونس تنتصر..

الأحد-2024-04-14 09:43 am
جفرا نيوز -
بقلم محمد سلامة

إعلان الجيش الاسرائيلي سحب كامل قواته من خانيونس، بمبرر انتهاء العمليات العسكرية وتفكيك لواء حماس، دون تحقيق أهدافه يمثل هزيمة مدوية خاصة ان الرد جاء سريعا بقصف غلاف غزة بالصواريخ، وقبلها بأيام جرى إيقاع قوة عسكرية صهيونية في الزنة بكمين أفضى إلى مقتل (14) جنديا وجرح اخرين، بما يؤشر أن خانيونس انتصرت، وأن نهايات اللعبة تُكتب فصولها في مفاوضات القاهرة خلال أيام.

خانيونس انتصرت..والسؤال كيف ولماذا؟!، كيف..لأن الجيش الاسرائيلي حدد منذ بدأ اقتحام خانيونس مدة شهرين للقضاء على حماس، لكنه بعد اربعة أشهر اضطر للخروج بهزيمة مدوية، ودون الوصول إلى أي قيادي في حماس، كما أنه فشل بإطلاق سراح اسراه، ونقول لماذا؟!، والجواب ببساطة لأن بقاؤه في خانيونس يعني مزيدا من الخسائر في صفوف قواته وانه مضطر إلى الدخول في حرب عصابات لا يقوى على المواجهة وليس امامه فرصة للانتصار.

خانيونس انتصرت..فكل التقديرات أن إدارة بايدن منحت حكومة نتنياهو السادس الفرصة تلوى الأخرى لتحقيق أهداف الحرب المعلنة، ومما يتضح أنه لم يعد يحتمل الدفاع عن همجية ووحشية الجيش الاسرائيلي وما يقترفه بغزة على المستوى العالمي، مما دفع بصناع القرار بواشنطن إلى التحدث بلغة قاسية مع نتنياهو السادس، وتهديده بتغير السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل الثالثة، وهذا يفسر المرونة الإسرائيلية في مفاوضات القاهرة الآن، كما يفسر أن قادة إسرائيل الثالثة قرروا سحب جيشهم من خانيونس، كخطوة استباقية وحتى لا يقال انهم قدموا تنازلات في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

خانيونس انتصرت..لماذا نقول ذلك؟! لأن المقاومة الفلسطينية نجحت في إذلال الجيش الاسرائيلي وايقاع خسائر فادحة في صفوفه، ومنعه من تحقيق أهدافه بالوصول إلى الأسرى أو الاجهاز على كتائب القسام كما يدعي، فالضربة الصاروخية المباشرة للانسحاب تؤكد ما نذهب إليه، والمحصلة أن رضوخ نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف لشروط المقاومة الفلسطينية سوف يمنعه من الذهاب إلى رفح، وبذات الوقت سوف يجبره على سحب لواء ناحال الذي يسيطر على محور نتساريم..وهو الخط الفاصل بين شمال غزة عن جنوبها، وبما يسمح بعودة جميع النازحين إلى بيوتهم في الشمال وبما يعني فشل حملة نتنياهو السادس على غزة.

هناك من يرى أن انسحاب الجيش الاسرائيلي خطوة تكتيكية، تهدف لافساح المجال أمام نزوح المدنيين من رفح إلى خانيونس لاستكمال الجيش الاسرائيلي تهديده بالذهاب إلى السيطرة على كامل محور صلاح الدين (محور فيلادلفيا)، وأرى أن ذلك واردا إذا فشلت مفاوضات القاهرة، لكن الصورة باتت غير ذلك في ضوء التسريبات عن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين نتنياهو السادس وبايدن وتهديد الأخير، بضرورة وقف الحرب من جانب واحد، ودون التوصل إلى إتفاق لاطلاق سراح الأسرى، كما أنه اوفد مدير Cia وليم بيرنز لوضع صيغة أمريكية يجب على إسرائيل الثالثة وحماس قبولها لوقف الحرب، والتسريبات تتضمن شروط المقاومة الفلسطينية دون تلبية مطالب إسرائيل الثالثة.

خانيونس انتصرت.. ونرى أن اللعبة اوشكت على نهايتها ولصالح المقاومة الفلسطينية ولأول مرة في تاريخ الصراع الممتد لنحو سبعة عقود، وما بعد سنرى حراكا عالميا سياسيا قد يفضي إلى قيام دولة فلسطينية على حدود 1967م، باعتراف أممي.