جفرا نيوز -
ا. د. أمين مشاقبة
إن الحرب على غزة هي حرب إبادة، وتطهير عِرقي للشعب الفلسطيني، هادفة الى انهاء الوجود البشري في القطاع، لأن هذه الحرب تمثل مرحلة من مراحل تطور المسألة الصهيونية لاعلان دولة اسرائيل من النهر الى البحر كمرحلة رابعة ومن ضمنها البدء باختراق المنطقة العربية برمتها اقتصادياً، ومالياً، وتكنولوجياً.
وما يجري هو درس للجميع وعصا ترفع في وجه كل انسان او دولة تقول لا للمشروع الصهيوني، وقد هددوا لبنان بنفس المصير الجاري في غزة، ناهيك ان عاصمة العروبة دمشق تقصف يومياً.
إن بنيامين نتنياهو يتلذذ برؤية الدم والدمار الفلسطيني في قطاع غزة، لان الدولة العبرية قامت على الدم والنار منذ اول هجرة يهودية ابان الانتداب البريطاني ويستخدم اسلوب المماطلة واللعب على كل الاطراف ويتلاعب بالالفاظ ويكذب ويخادع حتى الولايات المتحدة وهي شريكة مباشرة معه في هذه الحرب البشعة والمستمرة مجازرها يومياً، دون احترام لأي مبدأ من مبادئ القانون الدولي او الاتفاقيات الدولية، اذ لا يهتم لاحد غير الكرسي في رئاسة الوزراء والمحافظة عليه والاستمرار في الحكم، هذا الدكتاتور وصفه الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما بأنه كذاب، ومراوغ، ومتعال، ومن هنا يرى نفسه اكبر من اي زعيم آخر، وهو لا يحترم الرأي العام الداخلي والخارجي ولا يرضخ الى اية ضغوط، ويمتلك القدرة في الكذب والمراوغة في اقناع اي طرف يقابله.
هذا الدكتاتور المتطرف يريد أن يذهب في هذه الحرب حتى النهاية لا يهمه حجم القتلى والجرحى من الفلسطينيين ويريد ان يترك المخطوفين لمصيرهم ويلوح باجتياح رفح مهما كان الامر دون الاخذ بعين الاعتبار وجود ما يزيد عن مليون ونصف مواطن مدني في تلك المنطقة، ويضاف الى ذلك سياسة التجويع واغلاق المنافذ البرية ومنع المنظمات الاغاثية من العمل ومن يتحرك منهم يتم استهدافه ويتم هذا برعاية اميركية كاملة، كيف لا وان بايدن يعلن عن نفسه بانه صهيوني، وقد منح اسرائيل الدكتاتور فيها صك براءة على كل الافعال التي يقوم بها، فهو يوافق على اجتياح رفح لكن العذر الذي هو اقبح من الذنب هو الحفاظ على سلامة المدنيين، وقد قدمت الولايات المتحدة 18 مليار دولار دعما لاسرائيل وكذلك الموافقة على طائرات «F35»، ناهيك عن الذخائر لاستمرار هذه الحرب القبيحة التي تخالف القيم والاخلاق الاميركية التي يدرسونها للشعوب، فالديمقراطية، والعدالة والمساواة، والحرية ما هي إلا شعارات لا قيمة لها في التعامل مع اسرائيل، وباختصار فهو موقف ثابت يوفر الدعم المطلق دون قيد او شرط لابادة الشعب الفلسطيني. عوداً على بدء فان شخصية الدكتاتور نتنياهو تقوم على التمركز نحو الذات حيث ان النجاح الشخصي له اكثر اهمية من الايديولوجيا الذي يدعي انه يسعى لتحقيقها، وهو لديه القدرة في استغلال الآخرين وخداعهم حتى اقرب الناس اليه، ويعتقد انه يعرف ويفهم اكثر من الاخرين وحالة من التمركز حول الذات التي فيها كثير من الانانية منكفئ على عالمه الخاص، ولديه الطموح والاصرار في البقاء في المنصب الحكومي وسعيه الدائم ان يبقى في القمة ولا يتراجع عن اهدافه مهما كان الامر ومن مزايا شخصية الدكتاتور انه فاقد للاتزان فهو لديه حالة من التوتر المفاجئ النابع من حالة الخوف وعدم الامان وهذه من صفات الناس الفاشلين، ولذا يتفاعل بطريقة مرعوبة ومرتبكة، محترف بالابتزاز وبتقديم الوعود الكاذبة، ولديه القدرة على التبرير لا لشيء لا يؤثر عليه، واستخدامات القسوة احيانا، اننا امام شخصية متوترة، مرتبكة، خائفة دوما. وهو شخص متلاعب ولا يرى في ذلك اي حرج، هو يعتبر الغدر معيارا، والمكايدة، والغاية تبرر الوسيلة لديه مبدأ ثابت ولا يشعر بالذنب لقاء ذلك، لديه القدرة في التلاعب بالحقائق، والكذب، ومجمل القول انه شخص يعشق الاعلام، يرتاب بالجميع (الشك)، يرى العالم كله انه ضده، ومصالحه تتقدم على كل شيء، عدواني بكل اتجاه لتحقيق الانتصار، ومن صفاته انه نرجسي، يعظم ذاته، وانتهازية منقطعة النظير، تغيب عنه النزاهة والاخلاقيات على المستوى الشخصي والسياسي، ولديه حساسية كبيرة تجاه الانتقاد، هذا الدكتاتور فاقد للاخلاق والانسانية وعلى استعداد فعل أي عمل للبقاء ومن هنا يأتي موقفه بالاستمرار في الحرب، فهذا الدكتاتور النرجسي يعشق ذاته ويكره الآخرين محترف بالابتزاز والكذب وهذا ما يفعله مع الجميع لكن لكل شيء نهاية وسيكون سقوطه مريعاً وقريباً باذن الله.