جفرا نيوز -
بقلم د. عبدالحكيم القرالة
لطالما كان الموقف الاردني من قضيته المركزية وأولى أولوياته متقدماً ومغايراً، قوامه عقيدة ثابتة وراسخة بأن البوصلة فلسطين وتاجها القدس، مسنودة بارادة صلبة وعزيمة لا تلين فبقي الداعم والسند للاشقاء الفلسطينيين في مختلف الظروف برغم كل التحديات.
شهادتنا مجروحة بالموقف الاردني من فلسطين وعلى وجه الخصوص بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة منذ ما يقارب ال6 شهور، فامتاز بالتدرج والتصاعد والذكاء والحركية الناجعة التي احدثت اختراقات إيجابية في جدار الظلم الاسرائيلي وسرديته المكذوبة اثمرت مكتسبات وانتصارات سياسية ودبلوماسية مهمة في معركة الحق الفلسطيني.
تلك الجهود الدبلوماسية كانت بمثابة ماكنة لم تهدأ منذ بدء العدوان على غزة يقودها ملك الدبلوماسية وحكيمها جلالة الملك عبدالله الثاني بكل حرفية واقتدار،غير انها لا تقلل من أهمية وجوهرية الجهود الانسانية الاردنية والتي كانت تسير بالتوازي مع الجهود السياسية والدبلوماسية.
الجهود الانسانية الاردنية متعددة ومتنوعة وكانت على مراحل مختلفة بدأت بارسال الطائرات الى رفح ومن ثم ارسال القوافل الاغاثية برا الى ان انتهج الاردن فكرة خلاقة ومبادرة رائدة ومهمة في التوقيت والدلالات متمثلة بالانزالات الجوية لأهميتها للغزيين على كافة الصعد برغم ان ما يصل شيء يسير لا يكفي ولكن قد يكون سببا في مساعدة الاشقاء في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
هذه الفكرة الاردنية أسهمت الى حد ما في ايصال العديد من المساعدات الغذائية والطبية والانسانية عبر هذه الانزالات وكانت انموذجا يحتذى ما حذى ببعض الدول الشقيقة والصديقة بأن تحذو حذو الاردن وتقوم بانتهاج الانزالات الجوية كسبيل بديل في ظل التضييق الاسرائيلي ومنع وصول المساعدات الى الاشقاء بشكل كاف ومستدام خصوصا ونحن في شهر رمضان.
ووفق احصائيات رسمية بلغ عدد الإنزالات الجوية التي نفّذتها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي منذ يوم الجمعة الماضي ولغاية أمس الاول 25 إنزالاً، تتضمن مساعدات إنسانية وغذائية استهدفت عدداً من المواقع في قطاع غزة، في إطار الجهود التي يقوم بها الأردن من أجل التخفيف من معاناة الأشقاء،في حين وصلت منذ بدء العدوان إلى 60 إنزالاً جوياً أردنياً، وما يقارب الـ100 إنزال جوي بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة.
ويسعى الاردن لمأسسة وتوحيد هذا الجهد الانساني العربي والدولي التشاركي عبر مشاركة طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني وجمهورية مصر، والإمارات العربية،وألمانيا،والولايات المتحدة،وسنغافورة وبريطانيا في عملية تنفيذ الانزالات الجوية ضمن إطار تعاوني تكاملي.
المتمعن بهذه الارقام يلتقط وبوضوح الجهد الاردني الكبير الذي يؤديه انسانياً على كافة الصعد بغية إيصال المساعدات برا وجوا وبكل الوسائل المتاحة للتخفيف من وطأة الكارثة التي يواجهها الاشقاء والتقليل من اكلافها الباهظة عليهم.
ختاماً، الموقف الأردني الواضح والثابت لا يحتاج إلى شكر وثناء فهو واجبه تجاه الاشقاء لكنه لا يقبل المزاودة عليه أو التشكيك به،فهو على الصعيدين السياسي» الدبلوماسي»، والإنساني «الإغاثي» متقدم ومتفرد ورائد بشهادة القاصي.
والداني ومدعم بلغة الارقام التي لا تعرف الا الصدق والدقة والنجاعة والفاعلية،،حمى الله الاردن وفلسطين.
hakeem_garalleh@yahoo.com