جفرا نيوز -
لارا علي العتوم
منذ خمسة عشر شهراً وقليل وبما يزيد عن 29,606 شهيد لتزيد اسرائيل من وحشيتها التي لم تكتف بها بالقتل والسجن منذ السابع من اكتوبر بإغتصاب النساء وبحث جنودها عن الاولاد لقتلهم ينادون بأعلى أصواتهم هل من مزيد، كل يوم في الحرب على غزة ينمو لدينا الشعور بالعجز بسبب فعلا العجز عن فعل اي شئ، شعور بالحزن الشديد يوازيه بالشعور العالي بالانتماء فلقد اثبت الشارع العربي بتمسكه بأراضيه رغم كثرة الضغوطات وكثرة السيناريوهات والنظريات التي تمارسها اسرائيل عبر وكيلها الحبيب الولايات المتحدة الامريكية على حكوماته.
لم يسكت الشارع العربي يوماً بل اتحد معه شوارع العالم لاجل غزة، ودفاعاً عن اي مخطط قادم، رغم أننا لم نعد ندري ما هو القادم الا ان عزيمتنا تقول لنا ان القادم هو تحرير غزة او وقف الحرب.
تشتد وتيرة الشعوب خاصة بعد علو السيناريو الاقبح على قلوب الجميع وهو ترحيل اهل غزة خارجها، وخاصة بعد ان تبينت معالم بناء الولايات المتحدة لميناء على شواطئ غزة حيث سعت الولايات المتحدة تغليف غرضها من هذا الميناء بعرض قرار وقف اطلاق النار في مجلس الامن ليأتي مصباح علاء الدين من روسيا والصين بفيتو يوقف القرار.
تنمو التحليلات والتكهنات يوما بعد يوم ونظريات المؤامرة والتواطؤ والهروب والفوز وحتى محو اسرائيل لنرى خارطة يُجدد تداولها مؤخراً دون اسم فلسطين، كأنه الرد الامريكي لشعوب العالم بأننا ماضون، فهكذا كانت ولا زالت فإسرائيل نمت وترعرعت على دماء العرب والفلسطينيين منذ الساعات الاولى لها حتى بات الانتماء لديها للدماء اكثر واكثر لدى ابنائها وصعوبة العيش بدونه، فترى هل ستختفي اسرائيل عندما لم يُعد بمقدورها الحصول على الدماء وعندما تعاني من الجفاف في القتل فهل ستختفي أم ستقوم بذبح ابنائها! فشعوب العالم يقظة اليوم واسرائيل بحليفها القوي ماضية لا تأبه بأسيرها ولا جريحها فتعطشها للدماء قد أعماها حتى عن فلذات أكبادها، وأين النهاية وكيف ستكون!
العديد من المواطنين العرب وغير العرب تعرضوا لأسوء الظروف وفقدوا وظائفهم إما لقول الحقيقة التي لا تريدها أمريكا التي تريد ان تغرق الشعوب من جديد بأكذوبات النكبة الاولى التي نشرها الغرب في حينها، أو لقول كلمة حق وهذا هو البغيض التي لا تريده الولايات المتحدة أيضاً فهو يزعج دعمها لاسرائيل ويقلل من ساعات راحتها، أو لنشرهم شئ قد يدعم الحقيقة
العديد أصبحوا بلا عمل او في موقف صعب ولكنه ليس أصعب من اطفال غزة الذين وجدوا انفسهم دون مأوى او دون ذويهم، أطفال من سيرعاهم فعسى اسرائيل تعتمد على قتلهم ايضاً في الوقت القريب او اغتصابهم كما تفعل بأمهاتهم!
الكثير ينتظر الولايات المتحدة لتنظيفه بعد حربها على غزة من خلال اسرائيل والكثير ستحاول كتابته في التاريخ الحديث بمنظورها ولكن الاكيد انها لن تستطيع ان تمحو من ذاكرة العالم ما تفعله اليوم ولن تستطيع ان تمحو الحقيقه من التاريخ المحكي الذي تتدواله الشعوب حتى لو قامت بقتل جميع الفلسطينيين لانهم شهود عيان ولن تستطيع حرق ما تم توثيقه من كاميرات الاخبار حتى لو طردت جميع العاملين بها، الكثير خسرته ولم يبق أمامها إلا القليل.
حمى الله أمتنا، حمى الله الاردن.