النسخة الكاملة

الحسن بن طلال

الإثنين-2024-03-22 12:45 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز- بقلم: عبد الكريم الكيلاني .

إذا ذكرت   اسم سيدي الحسن  ، تأتي الالقاب بعده  ، لا يُعوز اسمه الشهرة ،    لإنها محمولة اليه على  كريم خصاله   ، و حسن معشره ،وطيب خاطره ،اسمه معرف بنفسه ، شهرته انه  من اولي العزم من الرجال، علَم لا التباس  فيه  ، واحد من اولئك الذين يصنعون  بخلقهم الهاشمي عظيم المناقب ، فتسعى تجرجر اليه أذيالها ، تُلحق باسمه طوعا وكرامة .

هو ولي عهد الحسين ، قرة العين  ظل حافظا لعهده ، اميناً على أسراره ، ثم اميرا هاشميا أسدا من آساد عرين آل البيت، 

ما زلت اذكر  كيف تحلقنا حول  والدي ليروي لنا  مشاعر المعزين  يوم تلقي صاحب الجلالة عبد الله بن الحسين ، وعم ُّ  البيت الهاشمي الأمير الحسن  ، كلمات العزاء .
ولا أنسى كلماته للأمير الحسن ( كنت كبيرا كما عهدك الأردنيون دائما)



سيدي (ابو راشد) ، مفكر أممي  واسع الخبرة ، طويل الفكرة ، بليغ العبارة مدرسة في النحت اللغوي 
، لاذع اللسان إذا اقتضى الموقف .

نمطه في التفكير خارج المالوف ، او خارج المتوقع .

اراد قائد امني  بعد تخرجه من دورة  بانجلترا ، مجالها   أنماط التفكير   ان يختبر  تفكير الامير بالسؤال التالي  ؛
ما وجه الشبه  بين الماء و الهواء…؟ 

وكان لدى السائل اجابات محتملة لتحليل التفكير الأميري  ، كالقافية الواحدة  ، او  مركبان لازمان للحياة .

فجاءت اجابة سيدي  الحسن , خارج صندوق الاجابات ليفاجأ السائل  بقوله :
كلاهما قابل للطفو فيه.!!

ومن هذه الاجابة نتعرف على ذهن ينقدح بالفكرة  التي لا تعثر عليها في صندوق النظر النمطي.
 فهو صاحب  الرؤية الإبداعية غير الكلاسيكية ، وهي ايضا الرؤية التي تتقدم عقودا ، على المشكلات .


الأمير الحسن من اوائل الذين تنبهوا لشح مصادر المياه ،ليس في الاردن وحده و لكن في منطقة المتوسط ، وقدم حلولا عملية لهذه المشكلة التي أرقت الحكومات .

ابو راشد حفظه الله ، ايضا من  اوائل الذين اطلقوا افكارهم لمشاريع الطاقة المتجددة، كما يذكر  الدكتور هاني الملقي .

ومن اوائل الذين حذروا من هجرة العقول العربية ، للعالم الغربي .

و اسس الجمعية العلمية الملكية ،
فالحسن عالم موسوعي .
لكنه  يهتم بأدق التفاصيل في إطلاق مبادراته ، و من ذلك حلول عملية قدمها  في سبيل الحد من إشكالات العمل القضائي…

فالأمير الحسن اول من قدم ملاحظات جوهرية في تطوير القضاء، بعضها لا زال للأسف يرواح مكانه   ، وهو ( تعاقب القضاة على الدعوى الواحدة )

حرص على تطوير القضاة  و قد علمت ُ مؤخرا ، من الاستاذ كامل السعيد ، ان الأمير الحسن ، كان لديه مشروع طموح  ، بتحسين وتطوير الجهاز القضائي، من خلال رفده بالكفاءات الاكاديمية.


 الأمير الحسن الجاد في عمله ،
يحتفظ ، بروح فكاهة نادرة ،

احتشدت الاسرة ذات مساء لالتقاط صورة ، مع سمو الأمير ، و لما كانت ، عدسة الكاميرا، لا تتسع للحشد ، اشار احدهم ، بان يجلس البعض القرفصاء …

فقال سموه:
من يمكنه ان  يجلس القرفصاء ثم يسطيع ان ينهض على قدميه ، فليفعل .

الحسن ابن طلال ، امير وشريف هاشمي بقي واقفا ، على قدمية ، لا يعرف الراحة و لا الكلل.

ذهن دائم التوقد و جسد دائم الحركة خدمة لوطن هو اغلى ما نملك ،

في زيارة  ، للحسين و الحسن لمحافظة البلقاء اصرا على الشيخ محمد امين زيد الكيلاني مفتي السلط و  البلقاء  الجلوس ، بجوارهما .
إكراما للعلم واهله .

قال احد المحبين للأمير الحسن , احتفظ بصورة للحسين و لسمو الأمير ، و بينكما الشيخ امين ،
اجاب الأمير ببديهة حاضرة ،
(ليس بيني و بين الحسين بين)


أمدكم الله بالعمر المديد و العيش السعيد ، فانت الحسن الذي (ليس بينه و بين الاردنيين بين ...)

، ادام الله ظلك كالأشجار  السامقة  التي تظلل حديقة بيتك ، اذهل كل من زاره ، بالبساطة ، و الدفء الذي ليس له زي .

كل عام وانت والسنديانة لا تعرف الانحناء .

*محامٍ.