النسخة الكاملة

الدوافع اللامرئية لرصيف غزة

الثلاثاء-2024-03-19 10:33 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم فارس الحباشنة

سيريالية امريكية في غزة. فامريكا لا تكاد تدعو الى ادخال المساعدات الانسانية لانقاذ اهل غزة من الجوع، وفي الوقت نفسه تمدد للعدوان الاسرائيلي وازهاق مزيد من الارواح.

و اسرائيل تتعمد قتل المواطنين في طوابير انتظار المساعدات الانسانية، ومكابدة الغزيين للحصول على مواد غذائية، لكي يبقوا على قيد الحياة. و ما بين الحالتين : فماذا تريد امريكا، واي دعوة امريكية قابلة للتصديق ؟!

في غزة، يموت المواطن لسببين : بالقصف الاسرائيلي ويموت في طوابير الانتظار للحصول على مساعدات، وحتما يموت من الجوع. لا ننتظر سؤال، من يتحمل المسؤولية ؟! امريكا لا غيرها، تتحمل مسؤولية الموت من الجوع وحصار، وابادة غزة. و امريكا تمنح نتنياهو وحاخامات الحرب في تل ابيب فصولا زمنية اضافية، واوقاتا اضافية لكي تنفذ عملياتها العسكرية وحرب الابادة، وتكثيف عملياتها ضد حماس والمقاومة.

من وفر غطاء سياسيا واستراتيجيا وعسكريا للحرب.. ومن يناور الى اقصى درجات المواجهة في الحرب وتوفير غطاء لاسرئيل لانجاز اوراق تفاوض في ملف تبادل الاسرى الرهائن كلف سياسية.

تخيلوا لولا امريكا والامداد العسكري المفتوح الى تل ابيب، لوقع الاف من جنود وضباط جيش الاحتلال رهائن في قبضة المقاومة.. وتهاوت ترسانة اسرائيل العسكرية، وفرغت من العتاد والزناد، ولارتدت صواريخ الطيران الاسرائيلي لتقصف تل ابيب واورشليم القدس.

بادين لم يعد يحمل نتنياهو على رأسه، بل انه يجره وراءه..و من شدة السخافة والسذاجة توقع انفجار العلاقة الامريكية / الاسرائيلية.

الرصيف البحري الامريكي الذي يبنى على شواطئ غزة لانجاز المهمات الانسانية يتم بتنسيق مع اسرائيل، ودليل ذلك عدم اعتراض اي مسؤول اسرائيلي. و الدعم الاسرائيلي لمشروع الرصيف البحري الامريكي ليس نابعا من فراغ استراتيجي. و بحسب مصادر امريكية، فان الرصيف سوف يدشن ويشغل خلال خمسة اسابيع. و الاعلان الامريكي عن الرصيف والبدء في الاعمال الانشائية والاغاثية لم يقترن في اي حديث عن وقف لاطلاق النار، وما يعني ان الحرب قائمة ومشتعلة.

و الرهان على مفاوضات الدوحة، ومبادرة حماس الجديدة، واحياء اتفاق باريس 2، وعودة الوفد الإسرائيلي امس الاثنين الى العاصمة القطرية.

وواشنطن تسعى الى استبدال الممرات البرية، وايقاف تشغيلها، ورفع نسبة المساعدات الانسانية الى غزة وتحسين الوضع الانساني عبر الرصيف البحري والشاطئ الازرق وخطوط الملاحة الانسانية من قبرص.

و اسرائيل من سوف يتولى ادارة المساعدات الانسانية في القطاع ؟

ومحاولة نزع حماس والمقاومة كظهير شعبي واجتماعي لادارة شؤون غزة وملف المساعدات. و السعي الامريكي والاسرائيلي لصناعة قوى بديلة ومناهضة لحماس والمقاومة في القطاع. و ان وقف وجهاء وقيادات عشائرية غزاوية ضد المشروع الاسرائيلي والامريكي، ورفضوا ضغوطات واغراءات للانقلاب على المقاومة، وتنحيتها عن ادارة شؤون القطاع المنكوب.
و ظهرت في عمليات توزيع المساعدات الانسانية الشرطة الفلسطينية في غزة، وهو ذراع امني تابع لحكومة غزة التي تديرها حركة حماس، ولعبت دورا ضامنا لسلاسة وسلامة توزيع المساعدات الانسانية دون استعانة باي سيناريو وخيار اسرائيلي وامريكي ضاغط وبديل. و فيما الخاسر الاستراتيجي من اغلاق المعابر البرية، هو مصر. و يبدو ان ثمة مشروعا امريكيا / اسرائيليا لتجريد مصر من الدور الاستراتيجي في غزة، وعزل القطاع عن مصر.

و عزل قطاع غزة، وتجريد مصر من غزة وسيناء، واحد من الاهداف الاستراتيجية للحرب على غزة.

و اليوم، باسم الانسانية والمساعدات والاغاثة، وحيث يجري تلجيم دور الامم المتحدة والمنظمات الدولية، واسكاتها بذريعة ان حل المعاناة الانسانية في غزة سوف يكون في الرصيف البحري. من بدايات حرب غزة، اعلنت اسرائيل اهداف استراتيجة كبرى، في مقدمتها تهيجر الغزيين قسريا الى سيناء وخارج القطاع. و اليوم، وبعد ستة شهور على اندلاع الحرب، سيناريو التهجير واخلاء غزة من السكان وتشتيتهم في دول اخرى يتصدر السياسة الامريكية، وتحت غطاء انساني، وما لم تحقق اهدافه تحت قصف المدافع والصواريخ، ففرصته اليوم تكون اكبر باسم الانسانية وذرائع الاغاثة والعون الانساني، والخطوط البحرية المشبوهة من قبرص الى شواطئ غزة، وهذا من الادوار الخفية للرصيف البحري.

الرصيف البحري يؤسس لوجود عسكري امريكي في القرب من شواطئ غزة. وبوابة امريكية لمداخل السيطرة على غاز غزة والبحر المتوسط.

و بايدن في العام الانتخابي، يقدم صك حسن سيرة وسلوك امام الرأي العام الامريكي. وخطة انسانية للقطاع المنكوب والمدمر، ودون بديل عن توفير القنابل والدخائر والاسناد العسكري والاستخباراتي المفتوح الى تل ابيب.