النسخة الكاملة

هل يفعلها الرئيس الفلسطيني؟

الإثنين-2024-03-18 10:37 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة

الحلقة الثانية

كما أن للرئيس الفلسطيني مصلحة في وحدة حركة فتح لتستعيد مكانتها كما تستحق: أول الرصاص، أول الحجارة، وأعادت العنوان والموضوع الفلسطيني من المنفى إلى الوطن وولادة السلطة الفلسطينية كمقدمة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أرضها فلسطين، مهما بدت متواضعة، ضعيفة، محدودة، ولكنها فعليا وشرعيا، حتى ولو اقتصرت مساحتها الكيلو متر المربع الواحد على ارض المقاطعة في رام الله، كما هي دولة الفاتيكان كيلو متر مربع واحد في قلب روما على أرض إيطاليا الكبيرة.

وكما هي المصلحة تتمثل بوحدة حركة فتح، تقع المصلحة الكبرى والأهم بوحدة الحركة السياسية الكفاحية الفلسطينية، عبر استيعاب وهضم واحترام مكانة حركة حماس ودورها وامتداداتها، داخل فلسطين وخارجها.

لم تعد حركة فتح الفصيل القيادي الوحيد، والعمود الفقري للنضال الفلسطيني، بل بات لها شريك من موقع القوة والقدرة والتضحية، يتمثل بحركة حماس، فقد قدمت التضحيات خيرة قياداتها من أحمد ياسين المؤسس ورفاقه واخوانه، ونالت الاغلبية البرلمانية حينما اختارت المشاركة مع مؤسسات السلطة الفلسطينية عبر الانتخابات التشريعية عام 2006، وصمدت رغم الحصار الاسرائيلي الظالم على قطاع غزة، حينما وقعت في خطيئة الانقلاب الدموي الذي اطلقت عليه «الحسم العسكري» عام 2007، إلى الان، وتعرضت وواجهت سلسلة من المعارك العدوانية الاسرائيلية، طوال 17 عاما من إدارتها للسلطة: 2008، 2012، 2014، 2017، وآخرها 2023، بعد مبادرتها الكفاحية غير المسبوقة بالترتيب والتنفيذ والهجوم والنتائج، وبهذا سجلت أنها صنعت المحطة الرابعة في مسيرة النضال الفلسطيني على طريق تحرير فلسطين، عبر عملية اكتوبر وتداعياتها.

معركة طوفان الاقصى، لم تنته في مواجهة الهجمة والاجتياح الإسرائيلي، لا المستعمرة هُزمت رغم الفشل والإخفاق، ولا المقاومة انتصرت رغم الصمود والبسالة وتوجيه الضربات للعدو، فالمعركة متواصلة على الجبهات العسكرية والسياسية ولم تتضح نتائجها بعد.

نتنياهو علنا يقول لا انتصار بدون رفح، وهو وخياره ومستعمرته اخفقوا إلى الآن في تحقيق أهم أهدافهم:

1- قتل واجتثاث حركة حماس وقياداتها، 2- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بدون عملية تبادل، 3- اعادة المستوطنين إلى المستعمرات المحاذية لقطاع غزة الى مساكنهم، 4- ترحيل أو تقليص عدد أهالي قطاع غزة، بالقتل والتصفية للمدنيين، وترحيلهم نحو أرض سيناء المصرية، من خلال التهجير والتشريد أسوة بما حصل عام 1948.

ومهما قيل، ومهما حصل، تبقى حركة حماس فصيلا فلسطينيا، له حضوره وقوته ومكانته الفلسطينية والعربية والاسلامية، وشراكته في مؤسسات منظمة التحرير، ضرورة ومصلحة، وقوة للحركة السياسية الفلسطينية ولمنظمة التحرير، وللشعب الفلسطيني في مواجهة المستعمرة الاسرائيلية المتفوقة المتمكنة.

لقد وقع انقلاب في الشارع الأوروبي الأميركي، باتجاهين:

الأول لصالح الشعب الفلسطيني بالتضامن والتعاطف والتأييد والإسناد المعنوي السياسي، الذي سيترك آثره الإيجابي البارز للقضية الفلسطينية.

والثاني الانكفاء عن دعم المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وتعريته، وانكشاف حقيقته کمشروع فاشي عنصري يمارس التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، وهذا لم يتم لولا : 1- عملية 7 تشرين اکتوبر 2023، 2- القتل والدمار الذي مارسته المستعمرة ضد المدنيين الفلسطينيين.

ويعود الفضل في هذه النتائج على فعل ومبادرة وعملية حركة حماس الكفاحية غير المسبوقة، مما يؤكد أهمية الشراكة والتوصل الى تفاهمات واتفاق بين فتح وحماس وباقي الفصائل على ثلاثة عناوين : 1- برنامج سياسي مشترك، 2 - مؤسسه تمثيلية موحدة، 3- أدوات كفاحية متفق عليها.

لقد وقعت العديد من التفاهمات والاتفاقات والاجتماعات بين مختلف الأطراف الفلسطينية، دللت على وجود المصلحة والبقاء، باستثناء العامل الذاتي الحزبي الضيق، وقد يكون بسبب تأثير عوامل اقليمية لها دور في التحفظ وعدم التوصل إلى اتفاق نهائي، وهذا يتطلب الشجاعة السياسية والقرار المستقل والانحياز نحو المصلحة الوطنية العليا، نحو المستقبل، والقرار الأقوى والأهم هو لدى الرئيس محمود عباس، وهو القادر، صاحب القرار، فهل يتمكن من فرض النقلة النوعية للمسار الفلسطيني، عبر الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وهذا أحد شروط الانتصار، بل وأهمه؟؟.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير