النسخة الكاملة

المرأة من عظماء الماضي إلى أيقونات العصر الحديث

الخميس-2024-03-07 03:27 pm
جفرا نيوز -


جفرا نيوز - ساجدة يوسف العبادي 

في قلب التاريخ وعبر العصور، تبوأت المرأة مكانة عظيمة تتجاوز حدود الزمان والمكان، تلك المكانة التي تجلت في مختلف الحضارات وعلى صفحات الكتب السماوية وأقوال الفلاسفة والأدباء الذين أجمعوا على إن دور المرأة في بناء الحياة والأسرة يشكل حجر الزاوية في تطور المجتمعات وازدهارها. وكذلك  أهمية وجود المرأة ودورها الفعال في التاريخ فهي الأم والأخت والصديقة؛ ومن الأمثلة الخالدة في التاريخ، نجد قصصًا تحكي عن مثابرة المرأة وعطائها، كزوجة النبي أيوب التي كانت رمزًا للتضحية والصبر، وأم النبي موسى وأخته اللتين لعبتا دورًا حاسمًا في مصيره. ولعل حديث الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم"أمك ثم أمك ثم أمك" يؤكد على عظم دور الأمهات في حياتنا وتربيتنا.


في الإسلام، تبرز شخصيات نسائية قوية ومؤثرة مثل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، رواية للحديث وضبط امور الخلافة بعد مقتل امير المؤمنين عثمان بن عفان  ، وشفاء بنت عبدالله، التي تولت مهمة حاكمة السوق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ولا يمكننا أن ننسى الخنساء، الشاعرة العربية الفذة التي كانت تُعرف بـ"أخت الشهداء".

أما في العصر الحديث، فقد أثبتت المرأة قدرتها على كسر الحواجز في مختلف المجالات، من الطيران عبر المحيطات مع أميليا إيرهارت، إلى استكشاف الفضاء مع فالنتينا تيريشكوفا، مما يبرهن على أن لا حد لإمكانيات وقدرات المرأة. 

وفي سياق المجتمعات المعاصرة، تبرز شخصيات نسائية تعتبر رمزًا للعطاء والتشجيع أمثال الملكة رانيا  التي تسعى جاهدة لتعزيز دور المرأة وإثبات قدرتها على التأثير الإيجابي في المجتمع، فكان دور المرأة  في المجتمع الأردني  دورا  بارزا حيث سرنا وفق رؤية جلالة الملك عبدالله  الثاني بن الحسين حينما قال: "المرأة الأردنية هي عماد مجتمعنا، ولولا عطاؤها الممتد وما تبذله من جهد وعمل، وصبر وتضحيات، ما كانت أسرتنا الأردنية ستنمو وتزدهر" ومن خلال تشجيع ملكة القلوب الملكة رانيا العبدالله في تعزيز ذلك وإثباته من خلال الزيارات والمنتديات والتسهيلات والتمكين لتصبح مشاركة الرجل في تطوير الوطن والمجتمع؛ فكانت النتيجة  رائدات أردنيات في جميع المجالات ووجودهن في مجلات عالمية وعربية لدورها في التغيير والأعمال أمثال الشيخة سلطانة الفايز فهي نموذج قوي عن العطاء والبناء ومساعدة المحتاجين والأيتام وسطرت اسمها بالمجتمع بالكرم الطيب والسخاء، وأيضا المهندسة المعمارية بسمة عريقات، ولدينا المزيد والكثير من الأسماء الذي تحتاج إلى مئات المقالات لوصف شيء من إنجازتهن التي تعكس ثقة ورؤية المجتمع بهن.

ومن أعظم مشاهد تأثير المرأة القوي والملموس عالميًا، تظل النساء في غزة رمزًا للشجاعة والمقاومة أمام الصعاب العظيمة. في قلب غزة، حيث تتداخل مشاهد النزاع والإحاطة بالحصار، تبرز المرأة كركيزة أساسية في دعم النضال والمثابرة، معبرة عن قوتها وإمكانية مساهمتها في شكل المستقبل على الرغم من الأوضاع المتوترة. ما تحققه هؤلاء النساء في ظل تلك الظروف يُلهم العالم بأسره، مُظهرًا عظمة الروح البشرية، ويُؤكد أن القدرة الإبداعية والتأثيرية للمرأة تتخطى كل الحواجز، إذ تُنير درب الأجيال الآتية بنور الأمل الدائم والعزيمة التي لا تفتر.

وبالختام؛ يمكننا القول أن دور المرأة عبر التاريخ وفي المجتمعات المعاصرة يعد بمثابة شهادة حية على قدرتها الفائقة على التأثير والإلهام ،فمن ملامح التاريخ الغابر إلى أروقة العصر الحديث، تبقى المرأة مصدر قوة وتجدد، تساهم في بناء الحضارات وتعزيز مسارات التطور والابتكار. إن إنجازات النساء اللاتي تم ذكرهن والكثير غيرهن، تؤكد على أن تمكين المرأة وإعطاءها المكانة التي تستحقها يعود بالنفع على المجتمع بأسره. ومن هنا، تستمر رحلة المرأة نحو التألق والإبداع، مخلفة وراءها بصمات لا تُمحى في صفحات التاريخ و إضاءة آفاق المستقبل.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير