جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب : ناصر محمد الحجايا
العودة إلى الماضي والحنين إلى ذكريات زمان البساطة والطيبين، ممزوجة بالأصالة وإتقان العمل تجدها في الكرك حيث مطعم عادل الحلبي والذي لازال محافظا على أصالته جاذبا لزبائنه منذ عام 1938 وبالقرب من قلعة الكرك التاريخية في منطقة السرايا وتحديداً مدخل شارع الملك حسين، ليشكل علامة فارقة في تاريخ المدينة ويحتوي داخله ذكريات طواها الزمن لأهالي الكرك وزعاماتها وزوار المدينة ذات زمن كركي جميل ، مجرد الدخول إلى مطعم عادل الحلبي تشعر وكأنك جالس في عبق الزمن الماضي حيث المقاعد والطاولات الخضراء القديمة لتسترجع التاريخ ومن خلال الطريقة التقليدية في تقديم الطعام الذي تجتمع رائحته الشهية مع تلك الأصالة حيث يقدم المطعم الوجبات الشعبية وبأسعار زهيدة مثل الحمص والفول وفته الحمص بالسمن البلدي والصنوبر واغلب أنواع الأكل الشعبي الصواني والكفتة وقلاية البندورة مع اللحمة ، مما جعله يحافظ على زبائنه منذ عشرات السنوات بالإضافة إلى انه أصبح المكان المفضل لدى زوار القلعة من السياح الأجانب حتى اوجدوا له موقعا على الخريطة السياحية ، ومما يزيد المطعم جمالا الابتسامة الدائمة والبساطة من صاحب المطعم عادل الحلبي الذي ورث المطعم عن والده واستمر للعمل فيه والمحافظة عليه .
الناشط الاجتماعي الدكتور صالح الحباشنة احد أبناء محافظة الكرك ومن المهتمين بتراث المدينة قال : ما تدخل لهذا المطعم حتى تشتم رائحة الأجداد وتلك الذاكرة الكركية الجميلة بتاريخها وثقافتها وان هذا المكان كان دار الندوة بالنسبة لرجالات الكرك حيث كان هو نقطه الالتقاء لوجهاء وشيوخ الكرك شهد هذا المطعم على الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي حصلت في مدينه الكرك كما انه اليوم وكما نراه سيكون شاهد على حاله الفراغ والتفريغ التي نشهدها في مدينه الكرك،أنا شخصيا ارتاد هذا المطعم على الأقل في كل شهر مره أنا وعدد من أصدقائي وحتى بعض الضيوف غالبا ما اجعلهم يتناولون وجباتهم في هذا المطعم رغم صغره ورغم تواضعه، واذكر أنني قد سمعت يوما من جدي عليه رحمة الله هذا المطعم قال لي عندما افتتح الحلبي مطعمه هذا كان مصدر استغراب بالنسبة للكرك وذلك كيف يمكن أن نبيع الطعام نحن اعتدنا على أن نقول للقادم لمدينة يا هلا في الضيف وجيره الله ونذبح ونسلخ كيف أصبح الطعام الآن يباع ولم يعتاد الكرك على هذه الفكرة إلا بعد فتره طويلة.
وأضاف الحباشنة : سيبقى هذا المطعم كما هي قلعه الكرك وسرايا الكرك شاهدا على كثير من الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية التي حصلت في الكرك كما انه سيبقى أيضا شاهدا على حاله الفراغ المنظم والمنهج لمدينه الكرك.
المدير التنفيذي لبلدية الكرك المهندسة ساجدة الرهايفة قالت بأن هذا المطعم يشكل رمزية المكان في مدينة الكرك حيث يرتبط بذاكرة الماضي وجيل الطيبين من أبناءها ولايزال لهذا المطعم المكانة الخاصة لدينا وبقي كحارس للذاكرة الاجتماعية لأبناء واسر المدينة وزوارها.كونه أقدم مطعم في المدينة ولازال محافظا على مكانته .
وأخيرا فأن هذا الأماكن القديمة وعلى امتداد مساحات الوطن بحاجة إلى رعاية خاصة من الحكومة سواء من وزارة السياحة أو الثقافة لضمان استمراريتها سواء في المحافظات أو العاصمة فنجد العديد من المحلات التي تشكل ارث تاريخي وشاهد على حقبة من تاريخ الوطن وخصوصاً في منطقة وسط البلد مهددة بالإغلاق أو قد أغلقت أبوابها لسبب أو لأخر .