النسخة الكاملة

العفيشات يكتب : قمة أردنية أمريكية في البيت الأبيض

الخميس-2024-02-15 01:53 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم - الاستاذ هاشم العفيشات

بشجاعة المحارب وحكمة الحكيم، أعلن الملك عبدالله الثاني في بيان أمام الرئيس بايدن في البيت الأبيض عن أهمية توحيد الجغرافيا الفلسطينية. أكد الملك على ضرورة أن تبقى فلسطين واحدة، دون فصل إداري بين قطاع غزة والقدس والضفة الغربية. وشدد على أن الإطار القانوني الدولي يجب أن يظل واحدًا، وأن الجغرافيا الفلسطينية يجب أن تظل متماسكة لتحقيق حل الدولتين، الذي وصفه بأنه الخيار الوحيد الذي يضمن الأمن لإسرائيل ويعزز العلاقات الطبيعية مع دول الجوار.

 ورسم الملك صورة للمستقبل، حيث يحقق الفلسطينيون حلمهم في إقامة دولتهم، بما يسهم في إنهاء الصراع الطويل في منطقة مهد الحضارات.

 
 
و بحزمته وحكمته، شدد الملك عبدالله الثاني أمام الرئيس جو بايدن على ضرورة وقف الهجمات على المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، مع التأكيد على أن التصعيد الحالي قد ينجم عنه تداعيات إنسانية كارثية وتهجير لا يمكن تقبله. هذا الوضع يستدعي التعامل بجدية مع مسألة وقف إطلاق النار والبحث عن حلول تهدف بشكل أساسي إلى حماية حياة المدنيين، دون النظر لمصالح سياسية قصيرة الأجل، بما في ذلك حفظ ماء وجه الجهات الداعمة للعدوان، الأمر الذي لن يحقق مكاسب حقيقية وسيزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية على حد سواء.

 
أسباب عدة تجعل من القمة تعقد بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن على درجة كبيرة من الأهمية وهي:
 

الشراكة الاستراتيجية: تجمع الأردن والولايات المتحدة علاقة استراتيجية تاريخية تستند إلى التعاون في مجالات متعددة بما في ذلك الأمن، والدفاع، والاقتصاد. يُعتبر تبادل الآراء والتنسيق بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس جو بايدن فرصة لتعزيز هذه الشراكة وتوسيع نطاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

 
الأمن الإقليمي: تعتبر المنطقة الشرق الأوسط مصدرًا للتحديات الأمنية المعقدة، ويمثل الأردن جزءًا مهمًا من هذه التحديات الإقليمية. بالتالي، تعتبر القمة بين الأردن والولايات المتحدة فرصة لبحث القضايا الأمنية المشتركة ووضع استراتيجيات لمواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.

 
التعاون الاقتصادي: يُعتبر التعاون الاقتصادي بين الأردن والولايات المتحدة عنصرًا أساسيًا في تعزيز النمو الاقتصادي وتعزيز فرص الاستثمار وخلق فرص العمل في الأردن. من المتوقع أن تشهد القمة مناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية.

 
التحديات الإنسانية: يواجه الأردن تحديات إنسانية متنوعة، بما في ذلك تداعيات النزوح السوري والحاجة المتزايدة للمساعدة الإنسانية والتنموية. من المتوقع أن تناقش القمة الجهود الرامية لتقديم الدعم الإنساني والتنموي للأردن، والتأكيد على الالتزام الثابت من قبل الولايات المتحدة بدعم الشعب الأردني في هذه الظروف الصعبة.

 
تأثير الولايات المتحدة على مستوى العالم: دور الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى العالم يعتبر بارزاً ومؤثراً بشكل كبير، حيث تعتبر الولايات المتحدة إحدى القوى العظمى الرئيسية في العالم، وتتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي وعسكري هائل
 
 
هذه الأسباب تبرز الأهمية الكبيرة للقمة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس جو بايدن وتوضح الفرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين وبحث التحديات المشتركة التي تواجههما.فهي تلعب دوراً مهماً في تشكيل السياسات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية في جميع أنحاء العالم.

 
القيادة المحورية للرئيس الأمريكي في التعامل مع الصراع في المنطقة: يتمتع الرئيس الأمريكي بقيادة محورية في التعامل مع الصراعات في المنطقة، حيث تسعى الولايات المتحدة للعمل كوسيط ووسيط لحل النزاعات وتعزيز السلام والاستقرار و تتضمن جهودها تعزيز التوازن الإقليمي ودعم الحلول السلمية للصراعات المستعصية، بما في ذلك الأزمة السورية والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني والتهديدات الإرهابية.

 
المكانة المتميزة لجلالة الملك عبدالله الثاني ودوره في تعزيز الاستقرار الأمني: يحظى جلالة الملك عبدالله الثاني بمكانة بارزة في المنطقة وخارجها، حيث يُعترف عالمياً بدوره الهام في تعزيز الاستقرار الأمني ومكافحة التطرف والإرهاب.
 
يتخذ الملك عبدالله الثاني مواقف حاسمة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ويعمل على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الأزمات وتحقيق السلام والاستقرار.

 
العلاقة الشخصية والصداقة بين الزعيمين: تتميز العلاقة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي بعلاقة شخصية قوية وصداقة متينة تمتد على مدى سنوات عديدة. تقوم هذه العلاقة على الثقة المتبادلة والتفاهم المشترك، وتساهم في تعزيز التعاون بين الأردن والولايات المتحدة في مجالات الأمن والاقتصاد والتنمية.

 
أول زيارة لزعيم عربي إلى واشنطن منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي : يضفي هذا الأمر أهمية خاصة على القمة، حيث يعكس التاريخ الفريد للزيارة التزام القادة ببحث الحلول الدبلوماسية للنزاعات الإقليمية وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

 
التوقيت الحرج: في ظل التصعيد الحالي في الأوضاع على الأرض، يأتي وقت القمة في واشنطن بين الزعيمين في وقت استراتيجي حيوي. يتطلب هذا الوقت الحساس تعزيز التعاون وتقديم الدعم الدولي للجهود الرامية لإنهاء العنف وتحقيق السلام.
 
الاحتفال بالشراكة الاستراتيجية لأكثر من خمس قرون: تمر على العلاقات الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، مما يمثل فرصة لتجديد الالتزام بتعزيز هذه العلاقات وتطويرها في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والتنمية.

 
هذه النقاط تضيف بعدًا إضافيًا من الأهمية للقمة بين الزعيمين، مؤكدة على الدور الرئيسي الذي يلعبه كل من جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس جو بايدن في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.

 
"توضح الأسباب المذكورة أعلاه الأهمية المتزايدة للمحادثات في هذا الوقت الحرج، حيث تمثل فرصة لنقل وجهة نظر الأردن ورؤيته السياسية مباشرة إلى رئيس الولايات المتحدة، الذي يمتلك القدرة الفعلية على وقف التصعيد العسكري في المنطقة. يمكن لحكمة وتصوُّر جلالة الملك عبدالله الثاني أن تساهم بشكل كبير في وقف 'حرب الإبادة' التي تشنها إسرائيل، وتسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة."

 
 
هذه المحاور التي أشار إليها جلالة الملك في التصريحات الصحفية المشتركة عقب القمة التي استمرت لنحو (ساعة).. تلاها تصريحات للرئيس الأمريكي أظهر فيها تجاوب الموقف الأمريكي مع كثير من النقاط في مقدمتها:

 
- معارضة أمريكية لأي تهجير للفلسطينيين من غزة.
- التزام بالعمل على اتفاق لتحرير الأسرى بين إسرائيل وحماس، مع فرض وقف لإطلاق النار لفترة مؤقتة.
- تأييد الولايات المتحدة لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل.
- الجهود المستمرة لزيادة مساعدات وتسهيل عبورها إلى القطاع الفلسطيني.
-
تلك التصريحات تعكس استعداد الولايات المتحدة للتعاون في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وتدعم مواقف الأردن وتوجهاته في التصدي للتحديات الإنسانية والسياسية التي تواجهها الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

 
 
باختصار، لدى الهاشميين والأردنيين بصفة عامة قناعة راسخة بأن القضية الفلسطينية هي القضية الوطنية الأساسية التي تحظى بأولوية قصوى، وتبقى محط اهتمامهم الأولى في "مملكة الهاشميين" ومن قادتهم، بغض النظر عن مكان وجودهم. ففلسطين تظل البوصلة التي يتجهون نحوها وتاجها القدس هو رمز الوحدة والعزة والكرامة التي يؤمنون بها بقلوبهم وأفكارهم , زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة تأتي في وقت حرج للغاية، حيث يعتبر رأيه وموقفه ذو أهمية بالغة وممكن أن يساهم في دفع التوصل إلى اتفاقات مهمة، مثل تبادل الأسرى وتحقيق هدنة مؤقتة قد تؤدي إلى وقف دائم للقتال. الولايات المتحدة، كقوة دولية رئيسية، لها دور حاسم في الضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في رفح والتوصل إلى حلول سلمية. السؤال الآن هو ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لقبول هذه الحلول أم ستستمر في تصعيدها العسكري، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في المنطقة وتصاعد العنف.