جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. عبدالحكيم القرالة
يأتي لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس الاميركي جو بايدن استكمالا للجهود الدبلوماسية الاردنية المستمرة في وقف العدوان الاسرائيلي على غزة، في ظل تصاعد وتيرة الاحداث والجرائم المرتكبة ضد الاشقاء الفلسطينيين والحديث عن عملية عسكرية في رفح واستمرار حالة العنف المفرط والاجرام الذي تنتهجه الة الحرب الاسرائيلية.
من المعروف ان الولايات المتحدة الامريكية تمثل الداعم الرئيس لاسرائيل عبر دعم لامحدود ولامتناهي على كافة الصعد عسكريا وسياسيا وقانونيا وهي الاقدر بذات الوقت على التاثير في الجانب الاسرائيلي من جهة وقف هذا العدوان وبالتالي تخفيض أكلافه على الجميع.
لا يخفى على احد أن مكانة الولايات المتحدة الامريكية وصورتها لدى دول وشعوب المنطقة تهشمت الى حد كبير ما زاد من حجم الغاضبين والمعارضين في المنطقة وبالتالي هذا النموذج لدولة الحريات وحقوق الانسان وضعت على المحك وعلى ميزان الحقيقة والعدل في احداث غزة.
واشنطن اليوم أصبحت أكثر يقيناً بأن الحلول العسكرية والامنية غير مجدية ولن تجلب الامن لحليفتها اسرائيل وانتقدت صراحة وعلى لسان بايدن حكومة اليمين المتطرف هذه الرؤية تتطابق تماما مع رؤية الاردن التي عبر عنها جلالة الملك عبدالله وجوهرها ان انهاء هذا الصراع لا يمكن الا بوقف فوري للعدوان وفتح افق سياسي وان العنف لا يجلب الا مزيداً منه وقد يجر المنطقة الى منزلقات خطيرة مع امكانية اتساع رقعة الصراع وهذا ما لا تريده واشنطن.
الولايات المتحدة الاميركية تثق بالاردن ذي الوزن والحضور القوي في المنطقة خصوصا ما يرتبط بقضيته المركزية «فلسطين» وبما يطرحه جلالة الملك عبدالله من رؤى سياسية واقعية حيال ما يجري في غزة والقائمة على اعادة احياء عملية السلام وفتح افق سياسي قائم على حل الدولتين.
لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس بايدن في هذا التوقيت قائم على التنسيق العالي المستوى بين القيادتين للقيام بادوار محورية وجوهرية في اطار سياسي دبلوماسي يوقف العنف ويطفىء ارتداداته السلبية والخطيرة على أمن المنطقة والسلم والامن الدوليين وهذا محل توافق بين الطرفين.
العلاقات الاميركية الاردنية الاستراتيجية قائمة منذ عقود على التنسيق والتشاور حيال كافة القضايا والازمات التي تعصف بالمنطقة وفي خضم هذه الاحداث تبرز أهمية العمل المشترك للوصول الى تجاوز هذه الازمة في ظل الاحداث الجارية في غزة ومآلاتها الخطيرة على الجميع.
إجمالاً، يستمر جلالة الملك عبدالله الثاني بدبلوماسيته المحنكة في إطار احداث اختراقات كبيرة ومؤثرة في دوائر صنع القرار الدولية إسناداً للحق الفلسطيني عبر وقف العدوان وفتح أفق سياسي مستقبلي جوهره حل عادل وشامل لهذا الصراع الأزلي، مستنداً بهذا الحراك على احترام وتقدير بالغين وبالتوازي ثقة كبيرة من مختلف الاطراف في الرؤى والطروحات الناجعة التي يمتلكها.