جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بدأت أوساط دبلوماسية أوروبية في عدة عواصم تنصح الجانب الأردني بالتركيز على مصالح الأردن وتظهر قلقها على وضع الأردن السياسي والاقتصادي في ظل تداعيات معركة طوفان الأقصى خصوصا في ظل قناعة الأردنيين بأن الصراع الحالي في قطاع غزة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية قد يطول أمده.
ولا يوجد وفق قناعة ما يقوله الأوروبيون تحديدا خلف الستائر ما يوحي أن الصراع بمعناه العسكري سينتهي قريبا لا بحسم عسكري واضح لأي من الطرفين ولا بالخطة السياسية التي تدعمها البوصلة الأردنية.
بدأت عمّان ونخبها تتلقّى النصائح مرة من مسؤولي ومفوضي الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وأحيانا من سفير الاتحاد الأوروبي في عمان وأحيانا أخرى من مساعدي ومستشارين في الطاقم الدبلوماسي الأمريكي في العاصمة عمان حيث أعد تقرير مؤخرا من لجنة المتابعة في السفارة الأمريكية يستغرب كيف يتفاعل الأردنيون مع المقاطعة رغم مخاطرهم ومخاسرهم الإقتصادية جراء ذلك.
وبكل حال تركز هذه النصائح على ان الدول الأوروبية مهتمة بالوضع الاردني ومصالح الاردن والأمن والإستقرار في الاردن وعزل الاردن عن سياق التأثيرات الإقليمية للمعركة الدائرة في فلسطين المحتلة أكثر من الاهتمام بالمواجهات التي تجري في قطاع غزة ونتائجها.
سلسلة النصائح الأوروبية ضربت عدة أوتار حساسة مؤخرا فالأوروبيون عموما لا يجيبون على أسئلة مفصلية عالقة ويعتقدون بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيعود الى السلطة وان تلك المرحلة ستكون صعبة بالنسبة للأردن لا بل معقدة لأن ترامب سيذهب باتجاه خشن في تنفيذ ما يريده اليمين الاسرائيلي والتركيز على الوضع المعيشي والاقتصادي فقط لسكان وابناء الضفة الغربية وسيؤيد ترامب وفقا لقناعات الأوروبيين العودة لملامح ما يسمى بصفقة القرن التي رفضها الاردن سابقا.
وينصح الأوروبيون عمان بانها قد لا تستطيع الان رفض الصفقة وما سيفرضه الرئيس ترامب لاحقا حيث لا آفاق حقيقية لحل الدولتين ولا آفاق حقيقية حتى لحل الدولة الواحدة.
ويبلغ الأوروبيون همسا خلف الستائر بأن "عطاء التحدث عن حل الدولتين” أحيل إليهم حصرا بالاتفاق مع طاقم الرئيس بايدن من الشهر الجاري إلى شهر نوفمبر وأن الجانب الأوروبي سيستمر بالتحدث لفظياوعلى شكل”ثرثرة” عن حل الدولتين ودون خطط تنفيذية للفترة المتبقية على على انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ويُبدي الأوروبيون في سلسلة نصائحهم بوضوح اهتمامهم بالحفاظ على دولة الكيان الاسرائيلي ويعبر بعضهم عن الخشية من ان تخرج إسرائيل أقوى وأكثر متانة من الصراع الحالي الأمر الذي يعني الإبتعاد مسافة أطول زمنيا بمشروع حل الدولتين او بمشروع اقامة دولة فلسطينية.
وبكل حال بدأت هذه النصائح وإزاء الإهتمام والنشاط الاردني العميق بإيجاد حل وتسوية للصراع تأخذ شكل التحضيرات والدعوات أحيانا للاهتمام بالمصالح الاردنية نفسها والتركيز على ما سيحصل من جانب الاطار الاردن المصلحي الوطني المباشر.
ورغم أن ذلك لا يعجب عمان إلا أنه يتفق مع رؤية بعض السياسيين والأجنحة الليبرالية فيها بخصوص صعوبة ودقة المرحلة والضغوط من كل صنف فيها وبخصوص ضرورة الحرص على مصلحة الأردن أوّلًا.
رأي اليوم