جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم - ناجح الصوالحه
عميد بيتنا وراعي مسيرتنا جلالة الملك عبد الله الثاني، هو من يعلمنا أن الاهتمام بقضايا أمتنا العربية أولوية مهمة من أولويات نهجنا الوطني والعروبي، لهذا نجد الأردن دائماً يقف بصف المواطن العربي ويضعه في صدارة البيت ويرحب به ويقدم له كل ما يقدمه لنفسه، لم نضع العراقيل أو القيود لمن احتاجنا أو التجأ لبلدنا في يوم من الأيام، هذا البيت أبوابه ونوافذه مشرعة للأخ العربي تاريخياً.
استطعنا أن ندعي وبثقة أن قدرات الدولة الأردنية تحت تصرف الأهل في فلسطين، ونفتخر ونؤيد هذه الجهود، اخترقنا قواعد المعتاد في الدعم لأبناء غزة، وعملنا ما يثلج الصدر بأننا كنا الدولة الوحيدة التي أمدت قطاع غزة عن طريق الإنزال الجوي بالمساعدات الطبية والغذائية، رغم صعوبة الإقدام على مثل هذه الخطوات، لكننا ملزمون بحكم الدم أن نقف إلى جانب أبناء غزة ونوفر لهم احتياجاتهم بكل تضحية وإقدام.
بدأت ملامح المنطقة تتضح بأنها قابلة على تبدل وتغير واضح في قواعد اللعبة السياسية والعسكرية, ساحة المعركة تتسع ومقبلون على أحداث جسيمة تتحكم بقدرات الدول خلال الأعوام القادمة, لهذا وجب علينا أن نعي جيدا هذه المرحلة ونتمعن بتفاصيلها, الدول العظمى تعد العدة وتجهز ترسانتها لتكون على أهبة الاستعداد ليكون لها دور في حماية مصالحها في الأقليم, مضيق باب المندب هو بؤرة الاهتمام الدولي والشرارة التي ستدفع الجميع لدخول حرب كأنها عالمية ليعود كما كان قبل الانهيار الأمني.
الآن هذا الوطن في قلب العاصفة، لهذا وجب علينا نحن أبناءه أن نلتفت جيدا لصالحه واستقراره، ونتمعن جيداً بما يحيط بنا ونكون قوة داعمة لاستقراره وثباته ونهجه الوطني, قوتنا هي قوة لكل من يحتاجنا وبالذات الشعب الفلسطيني, نطالب من الخيرين ومن بيدهم القرار الوطني، وليس المؤسسي أن يتمعنوا جيداً بما يخدم مسيرتنا القادمة، فالوقت ليس لصالحنا، وداخلنا في قلب العاصفة «شئنا أم أبينا»، ومطلوب منا أجميعاً أن نتلاءم مع متطلباتها من جانب استراتيجي عميق.
اليوم الوطن بحاجة لعقول أبنائه الذين يدركون الصعاب التي تنتظرنا في قادم الأيام، مطلوب منهم أن يساندوا الطروحات والروئ التي تسهم في جعلنا واقفين على قدمينا خلال الفترات القادمة.
هذا الوطن مر عليه الكثير من الصعاب وبفضل حنكة قيادتنا والمخلصين من أبنائه تجاوزنا هذه الصعاب، من هنا يجب ندرك صعوبة هذه المرحلة ونبني عليها ما يسعفنا للخروج منها بأقل الخسائر، حمى الله وطننا ومتعه بالقوة والمنعة ورزقه بأبناء بارين مخلصين قادرين على حمايته وصون منجزاتها.