النسخة الكاملة

هل تذكرون بازل السويسرية؟

الإثنين-2024-01-22 09:17 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم رشاد ابو داود

يذكر التاريخ، وكما تعلمنا في المدارس، أنها المدينة التي عقد فيها المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في التاسع والعشرين من اغسطس 1897 بزعامة ثيودور هيرتزل. نتج عن المؤتمر قراران. الأول برنامج انشاء وطن قومي لليهود والثاني تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية.

عرضت في المؤتمر ثلاثة أمكنة لاقامة « الوطن القومي لليهود «. الأرجنتين، أوغندا، فلسطين.

لسوء حظنا وقعت «القُرعة « على فلسطين !

روجوا أنها كذبة أرض بلا شعب أنشأوا «دولة « أسموها «اسرائيل « واذ بعد 126 سنة من المؤتمر يخرج لهم شعب مسلح من تحت أنفاق غزة ليقول لهم نحن أصحاب الأرض منذ آلاف السنين. أجدادنا ضحوا، آباؤنا استشهدوا وها نحن الجيل الرابع نقول لكم كما قال درويشنا « :

أيها المارون بين الكلمات العابرة، احملوا اسماءكم وانصرفوا، واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا، وخذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا، انكم لن تعرفوا، كيف يبني حجر من أرضنا سقف سماء».

كان الحجر سلاحنا في انتفاضة الحجارة في عام 1978 لكن سلاحنا اليوم في 2023 وتحديدا في 7 اكتوبر «يوم الطوفان» ليست حجارة بل صواريخ وقذائف من صنعنا. نصد بها عدوانكم و نقصف مدنكم ونقتل جنودكم.

ظننتم انكم اقتلعتمونا من أرضنا عام النكبة 1948، هجرتم أهلنا، ذبحتم شيوخنا وقتلتم الأجنة في بطون نسائنا، غيرتم أسماء قرانا ومدننا وبحرنا و أنهارنا. سرقتم أزياءنا وأثوابنا المطرزة بعروق الزيتون و البرتقال والليمون، حتى حمصنا و فلافلنا سرقتموه وقدمتموه للعالم المغيب عن الحقيقة على أنه «اسرائيلي «.

بعد كل هذه السنوات الـ 126، وفي بازل نفسها، مع بيرن و زيوريخ، ترفع شكاوى ضد اعلى منصب في منظمتكم الصهيونية رئيس كيانكم باعتباره مجرم حرب.

قلنا لكم إن «طوفان الأقصى» سيكشف الأقنعة عن عيون ضللتموها بكذبكم ونفوس مريضة ضللتموها بخداعكم. وأن ما بعد 7 اكتوبر لن يكون كما قبله. كابرتم و لم تصدقوا ولم تكبروا. ها أنتم بعد 108 أيام من القصف المتواصل ترتكبون الجرائم بحق الأطفال و النساء من شعبنا.

ومع كل ضحية يصحو الآلاف في العالم من غفوة سحركم و شعوذتكم. يتظاهرون ويهتفون « الحرية لفلسطين». أنتم الآن في قفص الاتهام في لاهاي وغداً في مؤسسات أممية أخرى. وبعد غد في مزبلة التاريخ.

يتحدثون الآن عن حل الدولتين ! انها نفس «اللهَّاية» التي يقدمونها لكل فم يريد أن يتحدث عن الحقيقة. حقيقتكم الزائفة وكذبتكم التي تقترب من نهايتها.

بايدن، الرئيس الأميركي الممول والمسلح والداعم لعدوانكم يبحث عن منقذ لسمعته ولسمعة أميركا التي لطختموها بفشل حكومة نتن ياهو. وجد الحل المعتاد بطرح حل الدولتين. ويريد دولة فلسطينية «ترضى» عنها اسرائيل ! يا سلاااام ! وأنه تحدث مع نتنياهو وأن الأخير أبلغه أنه لا يمانع بإقامة دولة فلسطينية. ومع ذلك وجه له نتن ياهو صفعة وكذَّبه وقال ما معناه انه لم يقل له ذلك. ولا ندري من يكذب على من؟

ما يجب على الدول العربية أن لا تبتلع طُعم حل الدولتين ولا تقع في فخ اطالة أمد كذبة هيرتزل وأتباعه. فالدولة الفلسطينية حق عربي مشروع وليس هدية من بايدن.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير