جفرا نيوز - جفرا نيوز - بقلم نيفين عبد الهادي
يلتقي الأردن وسنغافورة بعدد كبير من القضايا، وتقترب الآراء والأفكار ووجهات النظر حول كافة الملفات والأحداث حدّ التطابق، ما يجعل من سنغافورة الدولة الغنية بالكثير من التجارب العلمية والتعليمية تحديدا والتقنية.
والتكنولوجية، والتحديث وتنمية الموارد البشرية، يجعلها دولة قريبة من الأردن بشكل كبير، إضافة إلى حجم التعاون والتنسيق الكبيرين بينهما، ويجعل من العلاقات الثنائية صلبة لمزيد من التعاون وتبادل الخبرات في مجالات متعددة.
وجاءت زيارة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد إلى سنغافورة، في هذا السياق من متانة العلاقات الثنائية، وسعيا لمزيد من تعزيز العلاقات وزيادة أوجه التعاون، وكما أكد سموه بأن الأردن يتطلع «للعمل مع سنغافورة بشكل أوثق وتعزيز العلاقات الاستراتيجية والمتينة بين البلدين المبنية على القيم المشتركة»، لتشكّل هذه الزيارة الهامة والتي تضمنت تفاصيل ثريّة، تشكّل حالة سياسية واقتصادية وتكنولوجية نوعيّة وضعت العلاقات الأردنية السنغافورية في مكان أكثر إيجابية وأقوى متانة وعمقا.
زيارة سمو ولي العهد إلى سنغافورة ترافقه سمو الأميرة رجوة الحسين، تضمنت محطّات هامة جدا، ومتنوّعة في الشأن السياسي حيث جدد سمو الأمير الحسين التأكيد على الثوابت الأردنية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحرب على الأهل في غزة، وضرورة «تحقيق السلام والأمن برغم الظرف الصعب الذي يمر به الإقليم»، إضافة لجولات سموه الهامة والنوعيّة خلال الزيارة التي وصفها مراقبون بالتاريخية، حيث شملت جوانب هامة خاصة بالتحديث والتنمية والتطوّر التكنولوجي والتقني والتعليم وتنمية الموارد البشرية، لتجمع محطّات سيكون لها الكثير من الإيجابيات على الأردن بقطاعات متعددة، سيما وأن تجربة سنغافورة بها ثريّة.
في الحديث عن زيارة سمو الأمير الحسين لسنغافورة، نحتاج قراءات عميقة وكثيرة، لا يمكن الانتهاء منها بتحليل وقراءة واحدة، لما تحمله من مضامين جوهرية وهامة، وعمليا تنعكس بشكل كبير على العلاقات الثنائية، وعلى ظروف الإقليم، حيث وضع سموه الرئيس السنغافوري ثارمان شانموجاراتنام، بتفاصيل المرحلة في الإقليم، وواقع الحال في فلسطين والحرب على الأهل في غزة، وإشادة سموه «بنمو العلاقات المطرد بين البلدين على مدى العقود الماضية والتي ترسخت خلال الزيارات المتبادلة، معربا عن اعتزازه بالتعاون بين البلدين في مختلف المجالات»، كما سعى سموه لتعزيز التعاون واتساع أفقه وزيادة مجالاته، وصولا لتعاون يعزز من العلاقات الثنائية، ويجعلها أكثر عمقا.
أبعاد ضخمة وهامة تحملها زيارة سمو الأمير الحسين إلى سنغافورة، بأبعاد ثنائية، وإقليمية، ودولية، لتشكّل عمليا حالة من التعاون استثنائية التفاصيل، عميقة المضمون، متعددة النتائج، وشاملة لكل ضروريّات المرحلة، فهي تاريخية، وعلامة فارقة سياسيا واقتصاديا، فهي زيارة هامة، وملفاتها ثرية، وحتما نتائجها عميقة بأهمية استثنائية.