النسخة الكاملة

غدًا ..ننتظر «عدالة» محكمة العدل الدولية

الأربعاء-2024-01-10 03:28 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - بقلم عوني داود  

غدا..يوم آخر، وبداية مرحلة جديدة ليس في مراحل الحرب العدوانية -أو لنسمّها منذ اليوم «حرب الابادة الجماعية «على غزّة العزّة -بل مرحلة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية ،حيث تبدأ محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، يومي الحادي عشر (غدا الخميس) والثاني عشر (بعد غد الجمعة) من كانون الثاني/ يناير2024، بمناقشة الدعوى المقدمة من دولة جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي، التي تتهمه بارتكاب جريمة «إبادة جماعية» ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
أقول إنه يوم تاريخي في هذا الصراع لأبعاده «الآنية» و»المستقبلية «، وبغض النظر عن القرار(المستعجل/الذي قد يستغرق أسابيع) وحتى النهائي(موضوع القضية/ الذي قد يستغرق سنوات) فانه يوم تاريخي للاسباب التالية:
1 - إن انعقاد هذه الجلسات يأتي في وقت أصبح المجتمع الدولي فيه أكثر دراية واطلاعا على ما ترتكبه اسرائيل من فضائع على مدى قرابة الـ 100 يوم من بدء العدوان على غزة.
2 - إن اسرائيل وللمرّة الأولى تجد نفسها مضطرة للمثول أمام المحكمة، والمرافعة لأنها مرعوبة من مآلاتها، وهي في حدّها الادنى تشويه صورة اسرائيل أمام العالم، وزيادة عزلتها وفرض عقوبات عليها قد تصل الى تعويضات مالية ومعنوية اذا صدر حكم نهائي بادانتها.
3 - اسرائيل التي تتنصّل من جميع القوانين الدولية تجد نفسها ملزمة بالمثول أمام هذه المحكمة التي تحظى باحترام كونها تعد أعلى هيئة قانونية تابعة للامم المتحدة.
(تأسست عام 1945)، ويتمتع قضاتها الـ(15)والمنتخبون من الهيئة العامة للجمعية العمومية للامم المتحدة بمصداقية دولية، كما أن تهمة «جريمة الابادة «تعد ّأخطر جريمة في القانون الدولي، واسرائيل -كما جنوب افريقيا- موقعتان على اتفاقية «الابادة الجماعية».
مرافعة جنوب أفريقيا المدعّمة بالوثائق تقع في 84 صفحة باللغة الإنجليزية، وتقدم دلائل إدانة للاحتلال بالسعي للإبادة الجماعية، والأدلة المقدمة - بحسب خبراء بالقانون الدولي- محكمة جدا واستندت الى:
- شهادات منظمات دولية رسمية وأهلية.
- تصريحات «مثبتة «على لسان قيادات ووزراء ومسؤولين في الحكومة الاسرائيلية و«الكنيست» حيث تم توثيق أكثر من 485 تصريحا ومنشورا لاسرائيليين..دون أي داع للاستشهاد بأية أقوال لفلسطينيين.
والمتصفح لتفاصيل لائحة الدعوى يتوصل مباشرة لنتيجة مفادها بأن ما ارتكب، ويرتكب في غزة أبشع بكثير من جريمة الابادة الجماعية (وهي بالمناسبة كلمة اخترع مفهومها محام بولندي يهودي).
*غدا الخميس ستستمع المحكمة لمرافعة جنوب افريقيا والتي تتكون من شقين:
الأول:المطالبة باتخاذ «تدابير مؤقتة» واجراءات مستعجلة لحماية الفلسطينيين في غزة لحين صدور الحكم النهائي وذلك من خلال:
- تعليق العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة.
- وقف أية أعمال ابادة جماعية.
- منع اتلاف الأدلة..وتقديم تقارير منتظمة الى المحكمة.
الثاني: موضوع القضية بكل تفاصيلها(غيرمستعجلة) وتحتاج لوقت أطول للنظر في كل التفاصيل، وأحكامها «نهائية وملزمة وغير قابلة للطعن»..وترى جنوب افريقيا في الدعوى المقدمة للمحكمة أن (أفعال اسرائيل وقتل الفلسطينيين تعتبر ذات طابع ابادة جماعية؛ لانها ترتكب بالقصد المحدد المطلوب لتدمير الفلسطينيين في غزة).
*بعد غد الجمعة: تردّ اسرائيل على مرافعة جنوب افريقيا، وهي تزعم أن «الاتهام لا أساس له ويهدف لاثارة الكراهية القاتلة لليهود».
ورغم أن المشكلة تكمن بعدم وجود آليات ووسائل لتنفيذ أحكام محكمة العدل الدولية، الاّ أنها مؤثرة جدا، وفي حال صدر حكمها ضد اسرائيل فسيعدّ ذلك ضربة قاصمة أمام العالم واضرارا بسمعتها الدولية التي تمرّغت في تراب غزة ويشهد على قذارتها دماء الشهداء والابرياء من الاطفال والنساء والأبرياء الذين بلغ عددهم حتى اليوم نحو 23 الف شهيد و 59 الف اصابة، وسيعدّ الحكم في حينه سابقة قانونية..وحتى لو رفضت اسرائيل الامتثال له فسوف يؤدي لعزلتها، وربما مقاطعتها عالميا حين تضطر كثير من دول العالم لسحب دعمها لدولة مدانة بجريمة ابادة جماعية، وكل من يدعمها شريك في تلك الجريمة.
*(موقف الاردن) من هذه الدعوى واضح وصريح كما هو دائما، فالاردن أعلن دعمه لجنوب افريقيا في قضيتها، كما أن جلالة الملك عبدالله الثاني قال وبكل وضوح يوم أمس الاول في كلمته بصرح كيغالي التذكاري للابادة الجماعية في العاصمة الرواندية، بأن :»عدد الضحايا الأطفال في غزة قد تجاوز عدد الضحايا من الأطفال في كل الصراعات والحروب التي شهدها العالم خلال العام الماضي مجتمعة».
مرحلة جديدة من الصراع تبدأ غدا بـ(حرب قانونية)..تضاف الى الحروب العسكرية والسياسية والاعلامية..مرحلة تتطلب دعما(من جميع دول العالم) واسنادا قانونيا «متاحا» للدعوى المقدمة ضد جريمة الابادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل ضد غزة تحديدا على مرأى ومشهد العالم ..شكرا جنوب افريقيا..شكرا لأرض «نيلسون منديلا».
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير