جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - محمد حمادات
نحن في حالة حرب، ولا مبالغة في التوصيف حين نقول أن جيشنا يخوض حربًا ضد عصابات وميلشيات مسلحة مدعومة بقوى إقليمية (نعلمها جميعا) ، ولم تعد المسألة مسألة مشاغبات على الحدود ومحاولات لتهريب المخدرات بل تطورت سريعا لتصبح محاولات اختراق للحدود بالقوة وتحت ضرب النيران، وبأجندة وأهداف كشفها تحقيق للجيش العربي مفاده: تهديد الأمن الوطني الأردني، وهذه جملة لا يجب أن تقرأ دون الوقوف عندها، فعندما يقول الجيش أن أمننا الوطني مستهدف ذلك يعني أن عمليات إرهابية كانت تستهدف الداخل الأردني والمواطن والمؤسسة الأردنية، وانتبه هنا حين أقول الأمن الوطني الأردني وليست المصالح الأردنية، والفرق بينهما لو تعلمون كبير، كما أن الأسلحة النوعية التي حاولت ميليشيات التهريب إدخالها إلى الأردن مؤخراً، كفيلة بإحداث زلزال أمني في الأردن لو لم يكن جيشنا العربي الأردني لها بالمرصاد.
إن مسألة تأمين حدودنا الشمالية والشرقية قديمة جديدة، ولكنها تطورت في خضم العدوان الصهيوني على أهلنا في غزة لتأخذ ابعادًا أكثر خطورة وتزداد معها وتيرة الأحداث ومحاولات التهريب وآخرها كان محاولة اختراق الحدود بكميات كبيرة من الأسلحة والقنابل والصواريخ، ولا يمكن قراءة تصاعد الأحداث على الجبهة الشمالية الأردنية في سياق بعيد عن ما يجري غزة، فمنذ اليوم الأول لبدء العدوان الصهيوني بدأت تتكشف نوايا هذا المحور تجاه الأردن عندما احتشدت قوات الحشد الشعبي قرب حدودنا الشرقية مطالبة بفتح حدودنا وجعلها ساحة لهم من اجل "الوصول إلى فلسطين المحتلة" كما تزعم، دعوات ظاهرها حسن النية وحقيقتها نوايا خبيثة تستهدف الأردن وأمنه وشعبه، ولم ننتظر طويلا حتى بدأت تتكشف حقيقة هذه النوايا.
إن جيشنا العربي الأردني يقاتل اليوم من أجل تأمين وطننا وحمايته، يقاتل جيشنا اليوم ويدفع جنودنا البواسل دماءهم حرصا على الأردن، والمؤسف أنه رغم هذه التحديات الأمنية، ورغم تضحيات قواتنا المسلحة تنحرف بوصلة أحزاب سياسية عديدة في الأردن، وتكتفي بالمشاهدة، أو المزايدة على الأردن ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية ، وكأن ما يتعرض له الأردن لا يعني تلك الأحزاب التي بان عوارها وتكشّفت أولوياتها الحقيقة، فالأزمات والمحن كاشفة، إن قضية فلسطين، رغم أهميتها، لا يجب أن تبقى مثل قميص عثمان يرفعه المنافقون في كل جدال حول الدعوة إلى التمسك بالأردن ، وإن حماية الأردن وتأمينه وإبقاءه قوياً، يعني أنه سيبقى قادراً على خدمة الشعب الفلسطيني ودعمه في ظل ما يتعرض له من عدوان صهيوني غاشم، ومتمكّن من تأدية واجباته القومية تجاه الأمة العربية.
إن الصمت المطبق الذي اختارته أحزاب سياسة معروفة في ظل هذه التحدي الذي يواجه الأردن على حدوده، أمر مشبوه، فهذا الشأن أردني خالص، والتفاعل معه مسؤولية وطنية واجبة، ولا يمكن اعتبار ذلك شأناً ثانوياً،إن كل رصاصة تنطلق من بنادق الجيش على حدودنا إذ هي إلا حماية لنا لتكفل حقنا بممارسة ديمقراطيتنا وحياتنا بشكل طبيعي دون تهديد.
إن شرف إسناد الجيش العربي بالكلمة والموقف والتحية، هو شأن الشرفاء وشرفٌ لهم، والجيش لا يحتاج إلى كلمة من منافق، بل نحن من نحتاج إلى البحث عن دور نقدم فيه شيئًا لمن روت دماءهم عتبات أرضنا، وكما قال جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة: "سيبقى وطننا صامدا، تحمية زنود النشامى من أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.